في أغلى المقاهي وأشدّها فخرًا اختتم رئيس حزب آفاق تونس ياسين ابراهيم النشاط التواصلي للحزب والذي تُوّج بلقاء مواطنيه لدراسة مشاغلهم اليومية وتشريكهم في رؤية مُوحدة لمناقشة الوضع العام والحلول التي يقترحونها للوصول إلى برّ الأمان. الصورة وفي تجلياتها تعكس تمثلات حزب آفاق تونس، “الحزب البورجوازي” الذي يضمّ طبقة من كبار الموظفين وأصحاب المهن الحرّة ورجال الأعمال و الذين يناقشون مشاغلهم ومشاكلهم الحياتية وسط أجواء مُريحة. وتعكس المقاهي السياسية للأحزاب طبيعة المحيط الدائر بقياداتها، حيث لا يمكننا مقارنة طبيعة المقاهي الفاخرة التي ينظم فيها حزب آفاق تونس اجتماعاته بالمقاهي السياسية لقيادات من حركة النهضة أو الجبهة الشعبية والتيار الديمقراطي مثلا، حيث تعمد قيادات من حركة النهضة إلى مقابلة أبناء الحزب والمواطنين في الأحياء الشعبية وعلى أرصفة المقاهي البسيطة والحدائق العمومية والساحات العامّة. فالتمايز ين الأحزاب وخياراتها لا يُطرح من خلال نوعية الخطاب فحسب وإنّما كذلك من خلال طبيعة المقاهي السياسية والاجتماعات التي تنظمها هذه الأحزاب. ومن هنا نستخلص أن علاقة قيادات الأحزاب بمحيطها مرتبطة بطبيعة تكوين الشخصيات القيادية واهتماماتها سابقا ولذلك فإنّ حزب فاق تونس لا يمكنه الادّعاء بأنّه قادر على قلب موازين القوى والمنافسة مع أحزاب كبرى والتعبير عن مشاغل الناس، وهو الذي لا يكاد يُغادر صالوناته الفاخرة وفنادقه المرفهة للحديث عن “الفقر” في أكثر الأماكن “ثراءً”!