من الصّعب التكهن بمواقف السياسيين ومن الصعب تبنّي قراءة استشرافيّة لما سيحدثُ في المرحلة القادمة لاعتبارات كثيرة أوّلها تعقّد المناخ السياسي وسرعة تقلّباته، وثانيها ما تتطلبه المرحلة القادمة من تغيّر لأوراق اللّعبة، حسب ما تفرضه الحجّة والنّتيجة، وقد ينقلب العدّو إلى صديق وقد يعود الحليف الصديق إلى عداوته القديمة حينما تنفضّ الفرص وتنتهي جميع مؤيّدات التحالف. ولم تستبعد قيادات من نداء تونس نيّة التحاور مع حزب تحيا تونس في إطار لملمة “العائلة الديمقراطية” وجمع شتاتها بعد أسبوع حافل بالتصريحات المتشنجة بين قيادات الحزبين. وكشف القيادي بنداء تونس محمد رمزي خميس عن نية النداء في التواصل مع قيادات حزب تحيا تونس بعد ان يفرغ الحزب من الاجراءات القانونية و يتمكن من إرساء هياكله. وأوضح خميس في تصريح لموقع “الشاهد” أن الهدف الآن بالنسبة لنداء تونس هو لم الشمل والاستعداد الجيد للمؤتمر القادم والذي يعتبر الأولوية بالنسبة للنداء. وأكد خميس أن نداء تونس شكّل لجنة وطنية صلبه ستتعهد بالمشاورات مع عديد الشخصيات والاطراف السياسية التي تنتمي للعائلة التقدمية استعدادا للمؤتمر القادم. ومن جانبه، كشف القيادي بحركة مشروع تونس حسونة الناصفي أن مشاورات تجري حاليا بين مشروع تونس وحزب تحيا تونس وحزب نداء تونس من أجل توحيد العائلة الديمقراطيّة. وأضاف الناصفي في تصريح إذاعي، أن الأمين العام لحزبه محسن مرزوق قدم عدة تنازلات بهدف تحقيق هذا المبتغى، على غرار التنازل عن الزعامة والبقاء في الصف الثالث أو الرابع، على حد تعبيره. في المقابل، نفى القيادي بحزب “تحيا تونس” محمود البارودي ما يتم تداوله بخصوص الالتقاء بين حزبي “تحيا تونس” و”نداء تونس” ، مشيرا إلى أن الحديث في ذلك سابق لأوانه خاصة أن أولوية الحزب الجديد هو المؤتمر ووضع قيادة شرعية”. وأكّد البارودي في تصريح لموقع “الشاهد” أنّه لا وجود لنقاش حول التحالف مع نداء تونس وربما يكون ذلك بعد مؤتمر النداء القادم حتى يتم التعرف عن القيادة التي سيفرزه المؤتمر. وأضاف البارودي أن هنالك نقاش مع بعض الأحزاب الأخرى مثل حركة مشروع تونس ومع بعض الشخصيات الوطنية