علّق إمام وخطيب مسجد قباء، الشيخ السعودي، صالح المغامسي، على صعود ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى سطح الكعبة خلال زيارة أجراها إلى مكة الثلاثاء الماضي على رأس هيئة تطوير منطقة مكة، وأكد الشيخ السعودي في حوار مع برنامج "الأبواب المتفرقة" على قناة MBC أن العلماء لم يحرموا الصعود على سطح الكعبة، الذي بنته قريش، واستشهد بطلب النبي محمد من الصحابي بلال بن رباح، أن يؤذن عن سطح الكعبة، بعد فتح مكة، وبمن يكسون الكعبة. ولفت المغامسي إلى أن الكثير من العلماء المسلمين الكبار أباحوا الصلاة على سطح الكعبة وأشار إلى أنه لا يوجد "مانع شرعي" من الصعود على سطحها. وقال الشيخ السعودي إن الأمير صعد على سطح الكعبة بصفته رئيسا لهيئة تطوير منطقة مكة، وذلك من أجل إلقاء نظرة واتخاذ القرار المناسب لإجراء التعديلات اللازمة. ويبدو أن شيوخ السعودية يجيزون لابن سلمان كل شيء ويدعمونه في التغييرات التي يريد إدخالها في المملكة حيث وصف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ولي العهد السعودي الشيخ عبدالرحمن السديس، في السعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ب”الشاب الطموح”، مشددا على أن بلاده “ستظل رائدة شامخة”. وأكد السديس أن “مسيرة التجديد في هذه البلاد المباركة برعايةٍ من ولاة أمرها، وحرصٍ واهتمامٍ من الشاب الطَّمُوح المُحَدِّث المُلْهَم وَلِيّ عهد هذه البلاد المحروسة ماضية، رغم التهديدات والضغوطات”، وفقا لما نقله موقع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وهي جهاز حكومي يرتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء السعودي. ولاقت كلمة السديس انتقادات واسعة حيث أنّ مصطلح المُحَدِّث المُلْهَم اقتصره النبي في كلامه عن عمر دون سواه وهذا ما يؤكّد أن السديس أراد تشبيه ابن سلمان بعمر مبيّنا “أَيَّ محاولات للتهديد وإجهاض التجديد محاولات يائسة، وستنعكس سَلْبًا على الأمن والسلام والاستقرار، وبلادنا المباركة ستظل رائدةً شامخةً، وترديد الاتهامات والشائعات والحملات الإعلامية المُغْرِضَة لن يُثْنِيهَا عن التمسك بمبادئها وثوابتها؛ معتمدةً في ذلك على الله وحده ثم على حكمة قادتها، وتلاحم أبنائها، فهي الكفيلة بإذن الله لمواجهة المزاعم الباطلة، والمحاولات الفاشلة، والتاريخ خير شاهد على ذلك”. وبات شيوخ السعودية وعلماءها يتسابقون في توظيف الدين لخدمة النظام السعودي حيث ربط الداعية صالح المغامسي واقعة قتل بلاده للصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في اسطنبول، بواقعة “قاله إنها مشابهة” حدثت في زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه”. المغامسي، قال في مداخلة عبر قناة العربية السعودية، إن “ما حدث لجمال خاشقجي له بُعد تاريخي في الإسلام، فهناك في اللغة ما يسمى بوجه الشبه، فخالد بن الوليد رضي الله عنه هو سيف من سيوف الله ومع ذلك لمّا بعثه أبوبكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة، تجاوز ما أعطاه إياه أبو بكر من صلاحية، فكان أن نجم عن ذلك أن قتل مالك بن نويرة ظناً منه أنه يستحق القتل”. وتابع: في حين أن بعض الصحابة ممن كانوا معه، لم يوافقوه على صنيعه، فكان خالد بن الوليد يقول أنا الأمير ولم يأتيني من الخليفة من ذلك، بمعنى أن الخليفة لم يأذن له ولم يمنعه عن فعل ذلك، أي أنه تجاوز رضي الله عنه صلاحيته وأخطأ في قتل مالك، ولذلك دفع أبوبكر الصديق رضي الله عنه دية مالك. هيئة كبار العلماء في السعودية والتي دعمت حملة ابن سلمان على العلماء المخالفين لتوجهاته السياسية أكّد أن توجيهات وقرارات القيادة في السعودية تأتي “انطلاقًا من تحقيق العدل والمساواة وفق الشريعة الإسلامية أي متجاوز أو مقصر كائناً من كان، مهما كانت الظروف، وبغض النظر عن أي اعتبارات”.