استطاعت المرأة التونسية بنشاطاتها المتنوعة ومساهمتها العربية والدولية الفعالة بأن ترتقي إلى مستوى الشراكة مع الرجل وأكثر من ذلك، حيث استطاعت إيصال تونس الى مراحل متقدمة لم تعرفها دول عربية . وبإمكاننا القول إنّ السنوات الأخيرة كانت بمثابة سنوات التميّز بالنسبة إلى المرأة التونسية، لتكون بذلك نموذجًا يحتذى به عالميّا. وأظهر تقرير حديث صادر عن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” حول مكانة المرأة في مجال البحث العلمي، تفوق الباحثة التونسية دوليا في مجال البحث العلمي والابتكار وبنسبة مرتفعة. وتصدّرت الباحثة التّونسية قائمة الدول العربية بنسبة 55 % مقابل متوّسط ب 39 % للمنطقة العربية في مقاربة جندريّة حول حصة المرأة في مجال البحوث العلميّة مقارنة بالرجل. ويلاحظ أن حصة المرأة الباحثة لم تتجاوز مثلا 27 % في فرنسا و28 % في ألمانيا و39 % في بريطانيا، مقارنة بالرجل فيما بلغت 51 % في ليتوانيا و47 % في ايسلندا، بحسب احصاءات محيّنة لليونسكو. ووفق خارطة تفاعلية لليونسكو حول حصة المرأة في مجال البحث العلمي حول العالم، جاء تصنيف المرأة التونسية ضمن كوكبة الدول الأولى على مستوى حصة الباحثات، حيث تم تسجيل أعلى النسب حول العالم في ميانمار 86 % وفنزويلا 62 % وتايلند 56 % وكزاخستان 53 % وأذريبجان 57 % وجورجيا 53%. يذكر أنه تم اختيار تونس عاصمة للمرأة العربية لسنة 2018-2019. وذلك على هامش اجتماعات الدورة السابعة والثلاثين للجنة المرأة العربية والتي امتدت مارس الماضي بضاحية قمرت تحت شعار “المرأة من أجل مجتمعات امنة في المنطقة العربية”. واحتلت تونس المرتبة 19عالميّا والمرتبة الأولى عربيا وافريقيا في مجال القضاء على العنف ضد المرأة، وتتصدر المرأة التونسية مراكز ريادية في أكثر من مجال منها الطب والهندسة والبحوث الفيزيائية والعلوم والفنون الجميلة والرياضة و غيرها…كما استطاعت تحقيق أرقام قياسية والدخول لمجالات كانت حكرا على الرجال أو على دول أجنبية وعلى سبيل المثال، تعتبر المهندسة التونسية أمال مخلوف أول امرأة في إفريقيا والعالم العربي وثاني امرأة في العالم تتخرج من مدرسة المهندسين الشهيرة “المعهد الدولي لعلوم الفضاء والأرض” بهولندا