يستعد نداء تونس للمؤتمر الانتخابي الأوّل في أفريل القادم رغم الأزمات التي تطفو من حين لأخر للسطح والشرخ الذي يظهر بسبب تباين في وجهات الآراء بين قيادييه خاصة وأن الحزب عرف عواصف كبرى جعلته يخسر أكثر من نصف كتلته إضافة لخسارته لأكثر من مليون صوت في الانتخابات البلدية مقارنة بالانتخابات التشريعية. ورغم ما يظهر من حين لآخر من أزمة داخلية إلاّ يبدو وأن الحزب يسير نحو مؤتمر يعطي الشرعية الانتخابية للقيادة الحالية حيث يتجه الحزب للقيام بمؤتمر دون القيام بلمّ الشمل أي دون استعادة المغادرين أو عودتهم دون مكانتهم الأولى وذلك حسب تصريح المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي والذي أكّد أنه على القياديين في الحزب الذين غادروا الحزب ثم عادوا احترام مناضلي الحزب القياديين الذين ظلوا فيه. ونفى رئيس الهيئة السياسية لحركة نداء تونس حافظ قايد السبسي، على هامش إشرافه على اللقاء الاقليمي للمستشارين البلديين في بنابل وبنزرت وتونس وأريانة وبن عروس، وجود انشقاقات داخل النداء. ونفى قايد السبسي وجود ما يسمى ب”لم الشمل” مشددا على أن لم الشمل يقوم به القياديين في الحزب. من جهته،أكّد رئيس كتلة نداء تونس بمجلس نواب الشعب سفيان طوبال أن نداء تونس منكب على الإعداد لمؤتمره الوطني الانتخابي الأول المزمع عقده في شهر أفريل القادم معتبرا أنّ من يدعون ّ للم شمل الندائيين “أشخاص ليست لهم الصفة داخل الحزب”، في إشارة إلى “مبادرة رضا بلحاج رغم تثمين كل من يرفع شعار لم الشمل وكان قد انخرط بطريقة عفوية مع هاته المبادرة ولا يحمل أي نية اقصائية اعتبارا أن من يريد التجميع لا ينادي بالاقصاء”، وفق قوله. وأكّد طوبال أن شعار هذه المبادرة يعكس “التصرفات الاقصائية”، مشيرا إلى الدعوات لإقصاء قيادات ندائيةُ ممثلة في الهيئة السياسية ُ الممثل الشرعي والقانوني للحزب على عكس المكتب التنفيذي الذي انتهت صلوحيته في “مؤتمر سوسة”. كما أشار إلى أن من يريد “لم الشمل” فيجب أن لا يعتمد سياسة الإقصاء وأن يكون فعلا يعمل من أجل توحيد العائلة الندائية وإرجاع من غادروها. وكان القيادي في نداء تونس رضا بلحاج أكّد أنه يسعى لتجميع أبناء الحزب وإرجاع اشعاعه مؤكدا أنّ حافظ قائد السبسي أضر بالبلاد والحزب والانتقال الديمقراطي وعليه مغادرة الحزب حتى بلوغ المؤتمر واليوم ليس من المعقول أن يكون هنالك نواب فاسدون على رأس الحزب. وأضاف بلحاج في تصريح لموقع الشاهد أن الهدف الآن وضع هيئة تسييرية تقود الحزب في المرحلة القادمة وإحالة صلاحيات القيادة للجنة إعداد المؤتمر من أجل تنظيم مؤتمر جامع توحيدي يجمع كل الروافد في الحزب من دستوريين وديمقراطيين ويساريين. وأكّد بلحاج أنه وقع تقديم مقترحات لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي حول هيئة تسييرية مختلطة بين الهيئة التأسيسية والهيئة التنفيذية مبيّنا أنّ هنالك تعويل كلّي على رئيس الجمهورية الذي يبقى المرجع الأساسي لإنقاذ الحزب خاصة بعد تراجع النداء ميدانيا وفي نتائج صبر الأراء. وتابع أن المجلس الوطني له أفكار ومقترحات للجنة اعداد المؤتمر من أجل القيام بمؤتمر ديمقراطي مبيّنا أنّ القيادة الحالية للحزب هدفها إعادة انتاج القيادة الحالية و البقاء في المرحلة القادمة. وبين سعي طرف لتنظم مؤتمر بالموجود ليضمن استمرارية نفس القيادة وبين طرف آخر يسعى للم الشمل من أجل خلق حركية داخل الحزب م أجل إيجاد حظوظ له في المؤتمر القادم، تستمر الصراعات داخل النداء قبل حوالي شهر عن المؤتمر وأشهر عن الانتخابات التشريعية والرئاسية.