تنكّر حزب “تحيا تونس” المحسوب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى أهم قيادييه وأهم مناصريه في أول انتخابات داخليّة تمت لتشكيل تنسيقية داخله تهدف إلى قيادة الحزب حتى عقد مؤتمره الانتخابي المقبل، وفي المقابل صعدت أسماء أخرى لم تبذل أي مجهود يذكر في الترويج لهذا الحزب الوليد من أنقاض أحزاب أخرى لعلّ أبرزها حزب نداء تونس. الصحبي بن فرج النائب المنسلخ عن كتلة الحرة لحركة مشروع تونس والنائب عن كتلة الائتلاف الوطني التي تشكّلت يوم 27 أوت 2018، كان من بين النواب الأوائل الذين آمنوا بهذه الكتلة ودعوا إلى الالتحاق بها لتعديل المشهد السياسي وترجيح ميزان القوى بالبرلمان، وكان من بين النواب المساندين لتحويل الكتلة من كتلة برلمانيّة إلى حزب سياسي بهدف “الجمع بين القوى الديمقراطية والقومية للعمل من أجل إنقاذ تونس من الأزمة الراهنة” فلماذا تم إبعاده من قيادة الحزب في الفترة الحاليّة؟ تساءل المتابعون للشأن السياسي بتونس عن دواعي استبعاد نائب بحجم الصحبي بن فرج من قيادة الحزب في المرحلة الحالية رغم دفاعه المتواصل عن الحزب في التعثّرات التي تعرّض لها منذ الإعلان عن تأسيسه واعتباره حزب الدولة ويعمل بآليات الدولة إلى الاعلان عن اسمه الذي عارضه الجميع واعتبروه شعارا جماعيا الى الاعلان عن تكليف رئيس هيئة حماية المعطيات الشخصية شوقي الطبيب للاشراف على المؤتمر الانتخابي والقاضية بالمحكمة الإدارية نجلاء ابراهيم لرئاسة لجنة خبراء “تحيا تونس”… لم يتوانى النائب المذكور في كل هذه المراحل عن الدفاع بشراسة عن المشروع السياسي الجديد حتى أنه كان من بين الضيوف القارين لكل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والالكترونية عند الحديث عن حزب “تحيا تونس” وكان على بينة بكل الخطوات التي سيخطوها الحزب في المراحل المقبلة، لم يكن الصحبي بن فرج النائب الوحيد الذي استبعد من قيادة الحزب من خلال الانتخابات “التنسيقية” بل هناك شخصيات سياسية هامّة في الحزب تم استبعادها على غرار النائب هالة عمران رئيسة لجنة التحقيق في شبكات التسفير الى بؤر التوتر والنائب لطفي علي. الأمر الأكثر غرابة من استبعاد بن فرج وعمران وعلي وغيرهم من النواب البارزين في الكتلة من قيادة الحزب هو تعيين شخصيات سياسية أخرى لم تبرز في المنابر الاعلامية ولم تبذل اي مجهود واضح للعيان في الدفاع عن الحزب أو التنظير لإنشائه ومن بينها المائب سناء الصالحي والنائب محمد اناصر جبيرة والنائب ليلى أولاد علي. وفي ما يتعلّق بتفاصيل التصويت للتنسيقية المناط لها في الفترة الحالية قيادة حركة “تحيا تونس”، تحصّلت النائب سناء الصالحي على 26 صوتا وتحصل كل من النائب الناصر جبيرة ولي أولاد علي على 22 صوتا يليهما كل من النائب وليد جلاد وأحمد السعيدي اللذان تحصلا على 21 صوتا والنائب مروان فلفال ب 16 صوتا، وبهذا التصويت تم استبعاد أبرز مؤسسي الكتلة من قيادة الحزب في المرحلة الراهنة. وللتذكير تم يوم 27 أوت 2018 الإعلان عن تشكيل كتلة برلمانية جديدة بإسم ”الائتلاف الوطني” تضمن 34 نائبا، وتشكلت الكتلة بتحالف الكتلة الوطنية وبعض المستقلين بالإضافة إلى كتلة حزب الاتحاد الوطني الحر، لتكون ثاني أكبر كتلة برلمانية بعد كتلة النهضة ب 44 نائبا. وكان قد أُعلن يوم 27 جانفي 2019 بالمنستير، عن تأسيس حركة تحيا تونس، ذات المرجعية الديمقراطية والحداثية، التي تقوم على الفكر البورقيبي والفكر الإصلاحي التونسي، والتصدي لأي مشروع رجعي، وفق مصطفي بن أحمد رئيس كتلة الإتلاف الوطني بالبرلمان، أحد أبرز أعضاء الحزب الجديد، خلال تلاوته لبيان الحركة. كما أفادت مصالح الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، بأنه تمّ يوم 04 مارس 2019، وفقا لمقتضيات المرسوم عدد 87 لسنة 2011 المتعلق بتنظيم الأحزاب السياسية، تأسيس حزب سياسي جديد أُطلق عليه اسم حزب حركة تحيا تونس، ليصبح بذلك العدد الجملي للأحزاب السياسية في البلاد 215 حزبا.