كشفت آخر انتخابات داخل كتلة «الائتلاف الوطني» مشهدا جديدا يضم عناصر لم تظهر مطلقا في المنابر الإعلامية حاملة لواء حزب «تحيا تونس» في حين سقطت أسماء منها من كان من المُنظّرين لتشكيل الكتلة والحزب ومنها من عُرف بدافعه الشرس عن الحزب والكتلة والحكومة. تونس -الشروق - إتّفق القائمون على قيادة حزب «تحيا تونس» على تشكيل «تنسيقية» مهمتها الأساسية قيادة الحزب في الفترة الحالية إلى حين عقد مؤتمر الحزب في 28 أفريل 2019 ، هذه التنسيقية تتكون من 15 عضوا 6 منهم يمثلون كتلة الائتلاف الوطني في هذه التنسيقية ،باعتبار أن هذه الكتلة هي الذراع التشريعي للحزب ، ويتم اختيار باقي أعضاء التنسيقية من هياكل أخرى. أنجزت كتلة الائتلاف الوطني جلسة انتخابية للأعضاء الستة الذين سيؤثثون التنسيقية ، وترشح عدد من النواب ، لكن المفاجأة كانت باسقاط عدد من الأسماء التي مثلت النواة الأولى لحزب تحيا تونس وأكثرها دفاعا عن هذا المشروع السياسي في المنابر الإعلامية ، وعلى رأس القائمة النائب الصحبي بن فرج وهو من أبرز الأسماء في كتلة الائتلاف الوطني وحزب «تحيا تونس» فالصحبي بن فرج كان من المنظّرين لفكرة انجاز مشروع سياسي جديد يقوم مقام حزب النداء بعد نزيف الاستقالات التي عاناها الحزب. أسماء تسقط بن فرج من الأوائل الذين دفعوا في سياق ملء الفراغ السياسي الذي ظهرت ملامحه بشكل واضح بعد نتائج الانتخابات البلدية ، ونظّر لهذا الامر عبر تدوينات في مواقع التواصل الاجتماعي وعبر حضوره الإعلامي. النائبة هالة عمران هي أيضا من أبرز الأسماء في كتلة الائتلاف الوطني وهي رئيسة لجنة التحقيق في شبكات التسفير الى بؤر التوتر وهي من القائمين على انجاز الاجتماع الشعبي الذي حصل في ولاية المنستير في 28 جانفي الماضي ،وتم خلاله الإعلان عن ميلاد حزب تحيا تونس. لطفي علي هو أيضا من النواب البارزين في كتلة الائتلاف وهو رجل اعمال يعوّل حزب تحيا تونس كثيرا على دعمه المالي ، تحصل هو أيضا على عدد ضئيل من الأصوات ،تُضاف له النائبة هدى سليم وهي نائبة عُرفت في الفترة الأخيرة بحضور اعلامي هام حاولت خلاله الدفاع عن المشروع السياسي الجديد والدفع في سياق مشروعية تركيزه وضرورة توفير الاسناد السياسي للحكومة لتتمكن من انفاذ قراراتها وتوجهاتها. أسماء تصعد أسماء بارزة سقطت في الخيار الانتخابي الأول الذي أنجزته الكتلة ،بعد ان تعذّر التوافق على قائمة دقيقة للنواب الذين سيؤثثون التنسيقية، وفي مقابل هذا السقوط تمكّنت أسماء أخرى من الحصول على عدد هام من الأصوات ،بالرغم من حضورها الإعلامي النادر لكنها أسماء تُعرف أيضا بانضباطها وحضورها المكثف في البرلمان ،مثل النائبة سناء الصالحي والنائب الناصر جبيرة وهو «مهندس» مجلة الجماعات المحلية باعتبار ترأسه للجنة التي ناقشت المجلة والنائبة ليلى أولاد علي التي قدّمت مقترح قانون ينص على المسؤولية المجتمعية للمؤسسات الصناعية وكان أول مقترح قانون يصادق عليه البرلمان. عدد الأصوات التنسيقية أصبحت رسميّا تتكون من النائبة سناء الصالحي (تحصلت على 26 صوتا ) والنائب الناصر جبيرة (تحصل على 22 صوتا ) وليلى أولاد علي ( 22 صوتا ) ووليد جلاد (تحصل على 21 صوتا ) وأحمد السعيدي (تحصل على 21 صوتا ) ومروان فلفال ( 16 صوتا ). أما النواب الذين لم يتمكنوا من الحصول على العدد الكافي من الأصوات فهم هالة عمران (تحصلت على 9اصوات) والصحبي بن فرج (تحصل على 13 صوتا ) وهدى سليم (تحصلت على 10 أصوات ) ولطفي علي (تحصل على 14 صوتا ). ما حصل داخل كتلة الائتلاف الوطني يدفع الى طرح استفهامات جوهرية عن ما يحدث داخلها وما يجري في حزب تحيا تونس، فاسقاط عدد من الأسماء في هذه الانتخابات يبدو أنه لم يكن وليد صدفة بل نتاج عمل مكثّف واستقطاب لعدد من النواب وتحويل لمسار تصويتهم خاصة وان بعض النواب الذين سقطوا في التصويت يتمتعون بنفوذ هام في الكتلة وعرفوا بعلاقتهم الجيدة مع معظم نوابها. كتلة الائتلاف الوطني تتشكل كتلة الائتلاف الوطني من 44 نائبا وهي الكتلة الثانية في البرلمان ، وأعلنت هذه الكتلة التي تتشكل في معظمها من نواب مستقيلين من كتلة حركة نداء تونس ،عن مساندتها للاستقرار الحكومي ودفعت في سياق الإبقاء على يوسف الشاهد رئيسا للحكومة.