عاش التونسيون أمس السبت، على وقع الصدمة إثر الإعلان عم وفاة 11 طفلا حديثي الولادة، في يوم واحد، داخل أحد المستشفيات الحكومية بالعاصمة (مستشفى الرابطة)، بسبب تعفّنات سارية في الدم تسببت سريعا في هبوط في الدورة الدموية. وأثارت الحادثة جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر نشطاء عن استيائهم من الطريقة القاسية وغير الإنسانية التي وقع فيها تسليم جثث الرضع، حيث طُولبت الأسر الملتاعة بدفع معاليم الولادة والإقامة، قبل أن يستقبلوا أطفالهم في علب كرتونية. وكتب محمد نجيب “الرضّع الشهداء ! قُتلوا مرّة أولى ، بسبب العبث والدواء الفاسد والإهمال !وقتلوا مرّة ثانية ، لمّا لم تقم لهم جنازة وطنية مهيبة ، يحضرها المسؤولون الأوّل بالدّولة !وقتلوا مرّة ثالثة حين طُولبت الأسر الملتاعة ، بدفع معاليم الولادة والإقامة !وقتلوا مرّة رابعة ، لمّا سُلّمت الجثامين الى ذويهم ، في كراتين !!! اللعنة عليكم جميعا ! أهذا وطن أم غابة وحوش أم م 000 ! وكتب أنيس “البارح يحتفلو بالمرأة ..واليوم شواوولها كبدتها” كما نشر نشطاء صورا كاريكاتورية للتعبير عن ألمهم تجاه هذه الحادثة الأليمة مطالبين بمحاسبه كل من له علاقة بالحادثة بصفة مباشرة أو غير مباشرة.
وصبّ الناشطون جام غضبهم على مديري وعمال المستشفى، متهمين إياهم بالت قصير والإهمال وعدم المهنية والاستهتار بمشاعر عائلات الرضع الذين قضوا باستعمال أدوية متعفنة ومنتهية الصلاحية، وجرى تسليم جثثهم إلى ذويهم بطريقة مهينة. ودونت الأستاذة غفران “تسليم جثامين الرضع لاهاليهم في كراضن مع مطالبتهم بالدفع برا الله لتربح كل مسؤول فاسد في هالضيعةما قادرين كان على الزوالي”. و كتب رمزي”هكذا تسلموا اطفالهم المغدورين في كراضن ايه هكا نحترم جثامين الموتى هكا نحترم الاطفال فلا تحدثوني بعدها على طفل معنف ولا على طفل مغتصب ولا عن طفل يبات في الشارع فنحن نشاهدهم يغتالون ونتسلمهم في علب …..حسبي الله ونعم الوكيل في ناس بلا ضمير”. في المقابل، نفت المديرة العامة للصحة، نبيهة البورصالي، أن تكون هذه الطريقة مهينة، وأكدت أن تسليم جثث الرضع في علب كرتونية إلى أسرهم لدفنهم هي” الطريقة المعمول بها”، موضحة أن البلدية لا توفر الصناديق الخاصة للموتى الرضع وتكتفي بتمكين المستشفى من الصناديق المعدة لحمل جثث الكبار. يشار إلى أن وزير الصحة عبد الرؤوف الشريف، قدم مساء السبت، رسميًا استقالته من منصبه، عقب موجة غضب واسعة، واعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد بدوره عن فتح بحث إداري في الموضوع فضلًا عن متابعة النيابة العمومية للأمر، مشددًا على أنه ستتم متابعة هذه الأبحاث بدقة وسيقع تحميل المسؤولية بخصوص أي تقصير محتمل. وشكلت وزارة الصحة لجنة تحقيق تضم مختلف الاختصاصات الطبية والصيدلية للوقوف على الأسباب الحقيقيّة وراء هذه الوفيات المؤلمة وتحديد المسؤوليّات، كما تم توفير أخصائيين نفسانيين للإحاطة بعائلات المتوفين على إثر زيارة وزير الصحة لمتابعة الحادثة. وكان مركز التوليد وطب الرضيع بمستشفى الرابطة بالعاصمة، شهد 11 حالة وفاة بين الأطفال المقيمين به خلال يومي الخميس 7 والجمعة 8 مارس الجاري وفق بلاغ صادر عن وزارة الصحة.