كشفت مداولات اجتماع مجلس الأمن القومي والتي ترأسها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، أمس الاثنين، بقصر قرطاج، خلافا عميقا بين القصبة وقرطاج، ولئن حرص كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على عدم إظهار خلافهما للعلن الأشهر الفارطة، فقد تعمدت إدارة الاتصال بقصر قرطاج بث افتتاح اجتماع أمس، الذي شهد تلاسنا ومشادة كلامية بين ممثّل القصبة وممثل قرطاج، نرصد منها ثلاث مواقف. السبسي: الحكومات تمرّ والدّولة باقية لم يفوّت رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وحتّى في حديثه عن قضية الأطفال الرضع توجيه رسائل مشفرة إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد بعد خلافات استمرت بينهما لأشهر، حيث ثمن استقالة وزير الصحة مستدركا بالقول “الرجال تمر والحكومات تمر وتبقى الدولة.” رئيس الجمهورية توجه بتحية تقدير لوزير الصحة المستقيل عبد الرؤوف الشريف، باعتبار أن موقفه يعكس إيمانه بمفهوم الدولة وأدى الى التقليص من التوتر الذي سببته الحادثة، رغم أنه لا يتحمل مسؤولية مباشرة فيما حدث، على حد قوله. وأكد أن استمرارية الدولة تقتضي الاقتناع بمبدأ التداول على المناصب والتحلي بروح المسؤولية قائلا “الرجال تمر والحكومات تمر وتبقى الدولة”. وكانت العبارات كافية لأن يفهم متابعو الاجتماع، أنّ السبسي كان يعدد نقائص رئيس الحكومة. تلاسن بين الشاهد والسبسي موقف ثان لم يمر مرور الكرام ورصدته الصحف المحلية والدولية، حيث شهد افتتاح أشغال مجلس الأمن القومي في قصر قرطاج تلاسنا بين رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد حول تأخير موعد المجلس وذلك بطلب هذا الأخير لكثرة التزاماته . وقال السبسي “هذا الاجتماع كان من المفروض أن يتم قبل أسبوعين إلا أنه تم التأجيل بسبب التزامات السيد رئيس الحكومة” ليجيب الشاهد “لكن أنتم أعلمتونا قبل بليلة لازم يعلمونا على الأقل قبل بجمعتين”. ليرد عليه الرئيس “نجموا نعلموكم قبل بشهر لكن مش هذا موضوعنا توا”. الباجي للشّاهد: إذا ثمّة خرق للدّستور، اخرقوه انتم أمّا الموقف الثالث فيتعلق بتمديد حالة الطوارئ، حيث رفض الباجي قايد السبسي تجديد التمديد، قائلا “نبّهت البرلمان إلى أنّها آخر مرّة أمدّد فيها حالة الطوارئ.. واذا النواب عندهم صعوبة في الموافقة على ذلك فإنّ المسألة تخرج عن نطاق رئيس الجمهورية وتبقى بيدي رئيسي البرلمان والحكومة.. وبطبيعة الحال البرلمان هو المؤهل لمراقبة الحكومة… وقلت لرئيس الحكومة لن اسير في هذا الاتجاه (التمديد في حالة الطوارئ) واذا كان ثمّة خرق للدستور اخرقوه انتوما علاش أنا ؟” وتبدو حالة الغضب مسيطرة على رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في تعامله مع الشاهد الذي عينه رئيس حكومة سنة2016، لكن العلاقة تغيرت السنة الماضية بعد دخول نجل رئيس الجمهورية حافظ قايد السبسي في خلاف مع رئيس الحكومة، الذي تطور لاحقا إلى خلاف بين قرطاج والقصبة.