تونس الشروق: تباحث مجلس الامن القومي المنعقد أمس بقصر قرطاج باشراف رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في ملفات وفاة الرضع وقانون حالة الطوارئ والجهاز السري لحركة النهضة علاوة على متابعة ملف محتشد الرقاب. واختار رئيس الجمهورية في مستهل كلمته الافتتاحية التفاعل مع ردود الفعل السياسية والتي اعتبرت أنه ليس من صلاحيات مجلس الامن القومي التداول في الفاجعة الصحية الاخيرة، موضحا أن مسألة الأمن القومي تهم جميع الميادين ولا تقتصر على الجانبين الامني والعسكري فقط، ومبينا أن قضية وفاة 12 رضيعا باحدى المستشفيات العمومية أثارت جدلا كبيرا لدى الرأي العام، وهو ما استوجب إدراجها في جدول أعمال المجلس قصد الوقوف على مستجدات التحقيق في ملابسات القضية. وفي هذا السياق، تداول المجلس في المعطيات التي قدمتها وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ، وتوجه رئيس الجمهورية بتحية تقدير لوزير الصحة المستقيل عبد الرؤوف الشريف، باعتبار أن موقفه يعكس ايمانه بمفهوم الدولة وأدى الى التقليص من التوتر الذي سببته الحادثة. كما تناول الاجتماع متابعة اسباب تعطل مشروع قانون حالة الطوارئ في البرلمان بعد أربعة اشهر من احالته اليه، حيث اعتبر الباجي قائد السبسي أن استمرار العمل بقانون الطوارئ القديم غير دستوري، مضيفا بأن المسألة قد خرجت عن نطاق مسؤوليته لتصبح بين يدي رئيسي الحكومة والبرلمان. وتعهد رئيس الجمهورية بعدم الامضاء مجددا على قرار تمديد حالة الطوارئ وتابع قائلا:»لا يمكن التعويل مجددا علي في هذا الامر، واذا ماكانت هناك خروقات للدستور فقوموا بها انتم». كما تناول الاجتماع المذكور ملف الجهاز السري، حيث بين رئيس الجمهورية ان الملف ما زال يثير تساؤلات الرأي العام على الرغم من تعهد القضاء بالملف، معتبرا ان ذلك يمس من الأمن القومي، وبات من الواجب اتخاذ موقف بشأن هذه المسألة. ومن الملفات الاخرى التي تداول فيها اجتماع امس، ملف «محتشد الرقاب»، حيث ابرز الباجي قائد السبسي أن الرأي العام أصبح يعتقد أن هذه القضية قد تم البت فيها وانتهت، وانه من غير المعقول التعتيم عليها وكأن الأمر ليس خطيرا، وتابع بالقول «لقد تم ارجاع الأطفال إلى اوليائهم بعد تأهيلهم نفسيا بإحد المراكز المختصة بحمام الأنف وكأن شيئا لم يكن.. ولا توجد متابعة للقضية.. ولا أظن أن نية الحكومة أو القضاء متجهة الى إغلاق الملف بهذه الطريقة. ويشار الى أن رئيس الجمهورية قد اشار في مستهل كلمته الى أن هذا الاجتماع كان من المفروض أن يتم قبل أسبوعين إلا انه تم التأجيل بسبب التزمات رئيس الحكومة ليجيب الشاهد قائلا :»لكن انتم أعلمتونا قبل بليلة لازم يعلمونا على الاقل قبل بجمعتين»قبل ان يعقب رئيس الجمهورية :»»نجموا نعلموكم قبل بشهر لكن مش هذا موضوعنا توا».