أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم الإثنين عدم ترشحه لعهدة رئاسية خامسة وذلك في بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية. وقرر تأجيل الانتخابات إلى أجل غير محدد بعد الاحتجاجات العارمة التي شهدتها مدن الجزائر في الفترة الأخيرة ونادت بعدم ترشّح بوتفليقة. وقال بيان الرئاسة إن رئيس الجمهورية أعلن في رسالة وجهها للشعب الجزائري، إجراء “تعديلات جمة” على تشكيلة الحكومة وتنظيم الاستحقاق الرئاسي عقب الندوة الوطنية المستقلة تحت إشراف حصري للجنة انتخابية وطنية مستقلة. وتصاعدت وتيرة الضغط على بوتفليقة لسحب ترشحه بعد أن أعلن أكثر من ألف قاض جزائري رفضهم الإشراف على الانتخابات الرئاسية، إذا ظل بوتفليقة مرشحا فيها. وفي تعليقه على قرارات بوتفليقة، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي صلاح الدين الجورشي في تصريح لموقع “الشاهد” إنّ الوضع في الجزائر شديد التعقيد ويصعب التكهّن بمآلاته بعد تراجع الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة عن الترشّح لعهدة خامسة، مبيّنا أنّ قرار بوتفليقة مهمّ جدا وامتصّ حالة الغضب لدى الجماهير وسحب البساط من تحت المناوئين له. وأضاف الجورشي أن القرار جعل الغضب ينقلب إلى حالة فرح، مشددا على ضرورة الالتزام بالقرارات المعلنة ووضع آلية واضحة لانتقال السلطة وإرساء الإصلاحات المطلوبة وخاصة ضرورة تشريك مختلف الفاعلين في الساحة السياسية في الجزائر. وأكّد الجورشي أنّه في صورة التراجع على هذه القرارات المعلنة أو عدم الالتزام بها، فإنّ حدّة الجماهير ستكون أكبر ممّا كانت عليه، موضّحا أن الجميع في الجزائر يخشى الانزلاق في العنف مثلما حصل في “العشرية السوداء”. وفي خصوص تأثير ما يحدث بالجزائر في تونس، أكّد الجورشي أنّه ليس من المبالغة القول إنّ أمن تونس من أمن الجزائر وهنالك ارتباط وثيق في التحديات الأمنية بين البلدين، معتبرا أن هنالك ارتياح غير معلن لدى تونس بعد إعلان بوتفليقة عدم الترشّح للانتخابات القادمة. وأفاد الجورشي أنّه لو اختلّت الأمور الأمنية في الجزائر فسيكون لها انعكاسات خطيرة على الوضع في تونس خاصة في ظلّ ما تعشيه ليبيا وتعرفه تونس من هشاشة على جميع المستويات. من جهته، قال الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي عبد الله العبيدي في تصريح لموقع الشاهد إنّ رسالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي أعلن فيها عدم ترشّحه لعهدة خامسة وجّهت رسائل طمأنة في الداخل والخارج ولها تأثير إيجابي في الوضع السياسي التونسي وتؤكّد استعادة الجيش لزمام المبادرة في الدولة. وأكّد العبيدي أنّه بعد أن خرج قائد الجيش للرأس العام وأكّد البلاد في حماية الجيش فإنّ الوضع أصبح أكثر استقرارا، خاصة أن مؤسسة الجيش في الجزائر أنقذت البلاد في السابق وهي متداخلة مع أغلب مؤسسات الدولة. وفي ما يتعلّق بتصريحات بعض المسؤولين في الغرب، قال العبيدي إنّ الغرب يتابع عن كثب الأوضاع وهنالك أطماع لديه في الجزائر خاصة أنها تحتوي ثورات كبرى.