أثار دهن وزارة التجهيز لأعمال فنّية تشكيلية رسمت على جدران قنطرة الجمهورية بالعاصمة جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي “فايس بوك” وخلّفت أراء غاضبة ومنتقدة لعمل الوزارة خاصة أنه محو لمجهود 100 رسام تونسي. وتم طلاء القنطرة القريبة من شارع الحبيب بورقيبة باللون الرمادي في إطار تجميل وتحسين الطرق المحاذية لقصر المؤتمرات استعدادا لاحتضان تونس للقمة العربية، بعد أن كانت ملونة بلوحات فنية مختلفة شارك فيها 100 فنان تشكيلي من كامل تراب الجمهورية مع طلبة الفنون الجميلة. وقالت وزارة التجهيز والإسكان إن عملية الدهن لم تطل إلا بعض الأعمال التي وقع تشويهها بالإعلانات وبكتابات تحمل كلاما بذيئا ومُخلا بالحياء. وأكدت الوزارة في بلاغ لها أنها لا ترى مانعا في إعادة تزيين الجسور بلوحات تشكيلية تعطي صورة أجمل للطرقات، موضحة أن تدخل مصالحها في الطرقات المحاذية لقصر المؤتمرات يندرج في إطار تجميل وتحسين المشهد العام استعدادا لاحتضان تونس للقمة العربية. ونددت الفنانة التشكيلية وفاء بالطيب في تدوينة على حسابها على فايس بوك بطمس اللوحات الفنية المختلفة واصفة إياها بالجريمة. وقالت بالطيب: “رواق تكلف اكثر من 50 ألف دينار.. شارك فيه اكثر من 100 رسام من كامل تراب الجمهورية مع طلبة الفنون الجميلة.. وكان يمثّل اكبر رواق للوحات في البلاد.. وكان بمثابة المتنفس البصري والروحي لشعب منكوب.. يقع اليوم طلاؤه باللون الرمادي ليطمسوا فينا الألوان في محاولة فاشلة لخنق حب الحياة فينا”. من جهتها وصفت الرسامة رميساء المرسني، التي شاركت في رسم اللوحات، ما حدث بالمهزلة وقالت المرسني في تدوينة لها على صفحتها ب"الفايسبوك":" يبدو أنّ الرماديّ يليق بهذه البلاد أكثر من أحلامنا الملوّنة". ومن جانبه، دخل رئيس الحكومة يوسف الشاهد على الخطّ، ودعا وزارة الشؤون الثقافية ومن خلالها الفنانين التشكيليين إلى استعادة أعمال المبدعين والاستغلال الأمثل لهذا الفضاء بما يستحقه من جمال وفن وتعبير عن الحرية والتنوع. كما دعا الشاهد وفق بلاغ لوزارة الثقافة إلى تخصيص الاعتمادات لهذا الغرض بما يمكن من توسيع مجالات التدخل نحو فضاءات جديدة تزيد تونس العاصمة بهجة وألوانا ودعوة للحياة والإبداع، مع تنسيق متصل مع وزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية.