اهتز العالم بأسره للحادثة الإرهابية التي حدثت يوم أمس الجمعة في نيوزيلاندا وأسفر عن سقوط 49 قتيلا في حصيلة مبدئية وعشرات المصابين بعد أنّ اقتحم أسترالي يدعى، برينتون هاريسون تارانت، يبلغ من العمر 28 عاما مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش، خلال صلاة الجمعة، ثم شرع في إطلاق النار بشكل عشوائي على المصلين،وكان الهدف الأول للمهاجم مسجد “النور” في شارع دينيز، قبل أن يقصد المسجد الثاني المسمى “لينوود”. ويعكس هذا الحادث الإرهابي، تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وانتشارها والتي بدأت تأخذ أشكالا أكثر دموية وعنفا ضد المسلمين في عديد دول العالم المسيحي الذي كثيرا ما يندد سياسيوه بهذه الحركات، ولكن دون وضع قوانين تجرّم الإسلاموفوبيا وازدراء الأديان ونشر الحقد والكراهية على الأساس الديني، وذلك مقابل صرامة في ما يعرف بالجرائم “ضدّ السامية”. وشهد العالم المسيحي وغيره من دول العالم عديد الهجمات على المساجد وسط تصاعد تنامي جماهيرية تيار اليمين المتطرف المعادي للتنوع الفكري والعري والديني وفي ما يلي أبرز الهجمات التي تعرّضت لها مساجد في أوروبا وغيرها في السنوات الخمس الأخيرة: شهدت جنوب إفريقيا في شهر ماي 2018، قتل إمام مسجد في مسجد بالقرب من دربان بجنوب أفريقيا عندما هاجم أشخاص مسلحون بالسكاكين والمسدسات المصلين وذبحوا ثلاثة أشخاص قبل أن يلوذوا بالفرار. وشهدت كندا في جانفي 2017، هجوما لمسلحين على جامع أثناء أداء صلاة العشاء داخل المركز الثقافي الإسلامي بمدينة كيبيك، أدّى إلى قتل ستة أشخاص وجرح ثمانية آخرون في إطلاق مسلحين النار على نحو أربعين شخصا كانوا يؤدون صلاة العشاء في “مسجد كيبيك”، وأثناء دفن عدد من الضحايا تعرض مسجد يقع في حي بوسط مونتريال للتخريب من قبل مجهولين. وفي الشهر ذاته، شبّ حريق التهم معظم مبنى مسجد في بلدة فيكتوريا بمدينة هيوستن الأميركية. وفي شهر جوان نفذت حادثة دهس استهدفت مصلين قرب مسجد في العاصمة البريطانية لندن، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين. وفي شهر أوت من العام 2016، تمّ إطلاق النار على إمام مسجد الفرقان في منطقة كوينز بنيويورك فقُتل هو ومرافقه وهما خارجان من المسجد، وفي شهر سبتمبر من العام ذاته، اندلع حريق في مسجد المركز الإسلامي بمنطقة فورت بيرس في الأميركية، وفي الشهر ذاته انفجرت عبوة ناسفة في مسجد بمدينة دريسدن شرقي ألمانيا. وفي شهر جانفي من الشهر ذاته، ألقيت قنابل يدوية على ثلاثة مساجد في فرنسا؛ مسجد بمدينة لو مان غرب البلاد، بينما أطلقت رصاصتان على قاعة صلاة في بور لا نوفيل جنوب البلاد، ووقع اعتداء ثالث في فيل فرنش قرب مدينة ليون، وفي الشهر ذاته، ألقى مجهولون عبوة مولوتوف حارقة على مسجد في مدينة أوبسالا السويدية. وفي العام نفسه، قالت منظمة مراقبة الأعمال العدائية ضد المسلمين في بريطانيا، إنّ المساجد فيها تعرضت لحوالي 100 اعتداء منذ 2013، وبحسب التقرير الذي نشرته فإن هذه الاعتداءات شملت أعمال التخريب والإتلاف. وفي نوفمبر 2016 تم تدنيس مسجد في ضاحية “مريغناك” بمدينة بوردو الفرنسية بكتابة شعارات معادية للمسلمين على جدرانه. ونددت الجمعية التي يتبع لها المسجد بهذا الاعتداء، ووصفته بأنه عنصري ويندرج ضمن جرائم الكراهية للإسلام، وتقدمت بشكوى إلى الجهات المعنية. وفي أكتوبر 2016، رشق مجهولون بالحجارة مسجد رانشلاندس التابع لجمعية “شمال غربي كالغاري الإسلامية” في مدينة كالغاري بمقاطعة ألبرتا الكندية، ما أدى إلى تحطم نوافذه. وذلك بعد أسبوع من تعرض مسجد المركز الإسلامي جنوبيالمدينة لاعتداء مشابه، حيث حُطمت النوافذ وأحرِق مصحف وتُرِكت رسالة تتضمن عبارات كراهية. وفي سبتمبر 2016 انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع في مسجد بمدينة دريسدن شرقي ألمانيا، وافترضت شرطة المدينة “وجود دافع معادٍ للأجانب” وراء الحادثة. وفي أوت 2016 أطلق رصاص على إمام مسجد الفرقان في منطقة كوينز بنيويورك فقُتل هو ومرافقه وهما خارجان من المسجد بعد صلاة الظهر. وفي جويلية من العام نفسه، اعتقلت السلطات الأميركية ضابط احتياط في الجيش برتبة رائد، بعدما هدد رواد أحد المساجد بولاية كارولينا الشمالية أثناء استعدادهم للصلاة في شهر رمضان. وأضافت السلطات أن الضابط “يواجه اتهامات بالترهيب العرقي بعد تركه لحم خنزير عند المسجد، وتوجيه تهديدات بالقتل لرواده، والخروج مسلحا لإرهاب الناس وتوجيه تهديدات، والسلوك غير المنضبط. وفي ديسمبر 2015، احتلت مجموعة من الشباب اليميني المتطرف تطلق على نفسها “حماة الهوية”، مسجد الفتح في مدينة دوردريخت جنوب غربي هولندا، ورفعت عليه أعلاما ولافتات معادية للإسلام والمسلمين. وفي الشهر نفسه، بدأت السلطات الأميركية تحقيقا في حريق “قد يكون متعمدا” استهدف مسجد إسلاميك سوسايتي (المجتمع الإسلامي) في بالم سترينغ الواقعة في كواشيلا بولاية كاليفورنيا، ولكن تم احتواؤه بسرعة ولم يوقع إصابات. وفي فيفري من نفس العام، ألحق حريق أضرارا جسيمة بمركز قباء الإسلامي في ضواحي مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية، وأفادت مصادر في الشرطة المحلية بأن الحادث عمل إجرامي. وفي جانفي2015، ألقى مجهولون عبوة مولوتوف على مسجد في مدينة أوبسالا السويدية، وكتبوا شعارات “عنصرية قبيحة”. وفي ديسمبر 2014، تم إضرام النار في مسجد بمدينة إسكلستونا وسط السويد أثناء وجود نحو عشرين شخصاً داخله، ما أدى إلى اشتعال حريق كبير وإصابة خمسة أشخاص.