تراجعت تونس ب 13 مرتبة في مؤشر السعادة العالمي لسنة 2019 لتحتلّ بذلك المرتبة 124 وذلك ضمن 156 بلدًا مصنفًا ليكون الشعب التونسي من أقل شعوب العالم سعادة، وقد وجاءت تونس في المرتبة 13 من ضمن 17 بلدًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إذ لم تتقدم إلا على العراق ومصر وسوريا واليمن. ترتيب لم يثر الاستغراب خاصّة وأن ملامح السعادة لا نشاهدها على محيّا التونسيين في الشوارع وأماكن العمل ولا حتى في العائلات، بل خلافا لذلك لا نرى إلا وجوها عابسة ونظرات شاحبة وفي الكثير من الأحيان لا تسمع سوى الصراخ والشتائم أو حتى تبادلا للعنف. فهل أن الشعب التونسي تعيس بالفطرة أم أن ظروف العيش هي التي غيّبت السعادة عنه؟ وأكدت دليلة الغرياني سفيرة يوغا الضحك أن السعادة موجودة داخل كل منا وتتلخّص في الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة مع الغير ومع النفس وفي احترام الذات والابتعاد على كل من يحاول تقزيمها أو حرمانها من الفرحة مشيرة إلى أنه في تونس لا يتم تطبيق مؤشرات السعادة ويتجلى ذلك من خلال نقد الآخر واحتقاره وإحباط الناجح وغيرها. وأَضافت في تصريح لموقع “الشاهد” أن السعادة بسيطة والتونسي لم يفهمها وبصدد تعقيد حياته مؤكدة أنه في علم الطاقة، الطاقة البشرية هي أقوى طاقة والكون يستجيب على قدر طاقة الإنسان والمجموعة والشعوب مشيرة إلى أنه اذا كانت طاقة الفرد سلبية ستؤثر في عائلته ومحيطه وبلاده بصفة عامّة. كما شدّدت الغرياني على أن ظروف العيش في تونس ليس لها دخل في سعادة الفرد من عدمه وأن تونس لا يمكن تغييرها الا اذا كان كل فرد من موقعه مشحون بطاقة الأمل والابتسامة والفرحة ومتصالح مع ذاته وغيره مستشهدة بمقولة “غاندي” “كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم”. واعتبرت أن التلفاز والبرامج التلفزية التافهة والسلبية لها تأثير في العائلة خاصّة الأبوين اللذين من المفروض أن يكونا الركيزة ومصدر للفرحة في العائلة يصبحان محبطين وتنتقل بذلك الطاقة السلبية إلى أطفالهم. وأضافت سفيرة يوغا الضحك أن مفاتيح السعادة تبدأ من الطفل مشيرة إلى أن بعض العائلات تساهم في إحباط الطفل ومقارنته بزملائه وترميه بكلام سلبي الشيء الذي يصنع منه إنسانا معقدا. كما اعتبرت أن الدولة مقصّرة في هذا المجال. وللإشارة فقد تصدرت المراتب الخمس الأولى كل من فنلندا والنرويج والدنمارك وايسلندا وهولندا على التوالي، فيما حلت في المراتب الأخيرة كل من رواندا وتنزانيا وأفغانستان وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان. وعربيًا، تصدرت الإمارات التي حلت في المرتبة 21 عالميًا أمام كل من السعودية (28) وقطر (29) والبحرين (37) والكويت (51) فيما حلت سوريا واليمن في مؤخرة ترتيب البلدان العربية بحلولهما في المرتبتين 149 و151 عالميًا على التوالي. وبخصوص بلدان شمال إفريقيا تحديدًا، حلت ليبيا في المرتبة 72 على مستوى العالم متقدمة على كل من الجزائر والمغرب على التوالي في المرتبة 88 و89، لتأتي تونس لاحقًا في المرتبة 124 قبل مصر في المرتبة 137 عالميًا. يُذكر أن مؤشر السعادة العلمي تصدره بصفة سنوية شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، وهو يعتمد على عدة معايير منها الدعم الاجتماعي ومؤشر الفساد ومتوسط العمر.