تضمّن البيان الختامي للقمّة العربية التي احتضنتها تونس يوم أمس الاحد 31 أكتوبر في بنده الأول توصيات لتحقيق الأمن وتوطيد مقوّمات الاستقرار في المنطقة من خلال تكثيف الجهود لإنهاء كلّ أشكال التوتّرات والصراعات، والتركيز على معالجة أسباب الوهن ومظاهر التشتت، وأخذ زمام المبادرة في تسريع مسارات تحقيق التسويات السياسية الشاملة للأزمات القائمة، كما تم التأكيد على أنّ المصالحة الوطنية والعربية، تمثل نقطة البداية الضرورية لتعزيز مناعة المنطقة العربية وأمنها واستقرارها وتحصينها ضدّ التدخلات الخارجية. وفي ذلك دعوة للمصالحة بين البلدان التي قطعت العلاقات في بينها على غرار ما يجري بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر، وغيرها من البلدان العربية، فهل سيتم الأخذ بعين الاعتبار هذه التوصيات وهل ستكون القمة العربية فرصة لتجديد العلاقات بين الدول المتخالفة؟ أكد المحلل السياسي والديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي أن الدول العربية لا يمكنها أن تبقى في خلاف دائم وأنه من بين أدوار القمّة العربية ورئيسها والبلد المنظّم الدعوة للمصالحة معتبرا أن الخلاف هو علاقة مريضة يجب السير بها نحو التعافي وأن السعي متواصل ولا يتوقف في تحسين الظروف الراهنة. وأشار العبيدي في تصريح لموقع الشاهد إلى وجود نزوات في العلاقات العربية وإلى أن الشخص الحاكم أحيانا له مكانة اكبر من الدولة فتقوم حرب بين بلدين على كلمة أو على فعل، كما اعتبر أن البند الذي يدعو للمصالحة بالغ الأهميّة. وبيّن المحلّل السياسي أنه تم اختيار تونس لاحتضان القمة العربية لانه ليس لها اي ملف خلافي مع اي دولة عربية الشيء الذي يساهم في انعقاد القمة دون صدامات، وأضاف أن تونس ستظلّ سنة كاملة رئيسة للقمة وأنها ستقوم بتسيير اللقاءات والتظاهرات التي ستنظمها الجامعة وسوف تسعى الى تقريب وجهات النظر بين دول الخلاف. كما أفاد بان تدخل الديبلوماسية التونسيةة او الرئيس لتقريب وجهات النظر بين دول الخلاف يندرج في صلب دوره مشيرا إلى أن تونس مؤهلة للعب دور على هذا الاساس خاصّة وان الدول المتنازعة تكون أحيانا في انتظار وساطة لاصلاح علاقاتها مع الدول الاخرى. وللتذكير فقد احتضنت تونس صبيحةليوم الاحد 31 مارس 2019 الأشغال الرسمية للدورة 30 للقمة العربية بقصر المؤتمرات بالعاصمة تونس. واكتمل نصاب الحاضرين بعد وصول كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمير القطري تميم بن حمد، مع غياب سوريا وغياب الرئيس الموريتني محمد ولد عبد العزيز. وترأس القمة الباجي قائد السبسي، رئيس الجمهورية التونسية. وقد ناقشت القمة كلا من القضية الفلسطينية وملف الجولان السوري والأزمة الليبية، والأزمة اليمنية.