زادت الأوضاع الميدانية توترا في ليبيا بعد مواجهات حادّة بين قوات حكومة الائتلاف الوطني وميلشيات المشير المتقاعد خليفة حفتر، وسط دعوات دولية وأممية بوقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات، فيما تتبادل الأطراف المتنازعة الاتهامات، وسط انتشار لتقارير إعلامية دولية تتهم دولا بعينها بتغذية الصراع وإذكاء الأزمة في طرابلس. ولأنّ الصراع الليبي يحمل في طياته عديد الأبعاد الإقليمية والدولية فإنّ عديد وسائل الإعلام في العالم تربط ما يحدث في طرابلس بالاحتجاجات في الجزائر وتأثيرها في تونس التي مازالت تحاول إنجاح مسارها الديمقراطي وسط مخاطر دولية وإقليمية تهدده وتسعى لبتر هذا المسار وإعادة تونس للمربّع الأوّل. وسائل الإعلام في الإمارات العربية المتحدة والتي تعتبر الحليف الأوّل والداعم الرئيس لخليفة حفتر، ذهبت إلى ربط ما يقع في طرابلس بتأثيرات كبيرة على العملية السياسية في تونس التي تشهد تجربة ديمقراطية تناوئها سلطات أبو ظبي حيث نشر موقع “العين الإخبارية” مقالا بعنوان “خبراء: معركة طرابلس تقض مضاجع إخوان تونس وتقود لنهاية النهضة.” وأكّد المقال أنّ خبراء تونسيين بيّنوا أن “مستقبل الجماعات الإرهابية في تونس والإخوان مرتبط بمصير المعارك الدائرة في محيط طرابلس بسبب العلاقات الوطيدة التي تربط حركة النهضة الإخوانية بالمليشيات المتواجدة في غرب ليبيا حيث يضع المراقبون في تونس العديد من التحليلات حول مآل الوضع الليبي ونتائج العملية العسكرية التي يقودها الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر من أجل تحرير طرابلس التي تبعد عن حدود تونس الشرقية 60 كيلومترا فقط”. من جانبها تحدّث موقع الإمارات اليوم على التقدّم الكبير لقوات حفتر مبيّنة أن بعض الدول المجاورة لليبيا ترفض تقدّم قوات حفتر في إشارة واضحة لتونسوالجزائر وأفادت الجريدة على لسان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري والذي قال إن “إنهاء الأزمة الليبية، وعودة الاستقرار للبلاد، لا يصبان في مصالح بعض الدول، خصوصاً المتحالفة مع تنظيم الإخوان الإرهابي في بلاده”. وفي نفس السياق، تحدث موقع “العرب” المدعوم من الإمارات على الحرب في ليبيا وعلى تأثير ذلك على الوضع في تونس وعلى حركة وأكّد أن موقع الحركة يتناغم مع موقف قطر والتنظيم الدولي للإخوان، وموقف حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، الذي رفض فيها تحركات قوات الجيش الليبي ووصفها ب”التصعيدية”. وأضافت الجريدة أن “عملية الجيش الليبي في العاصمة طرابلس، ستعمّق مأزق الجماعات الإخوانية، بما ستُفرزه مُجرياتها الميدانية من معطيات سياسية جديدة تتجاوز أبعادها تنظيمات الإسلام السياسي، لتؤثر مباشرة على حكومة فائز السراج التي أظهر الواقع أنها ما زالت رهينة حسابات ومعادلات خاطئة”