رفع المشاركون في مؤتمر نداء تونس تجميد عضوية رئيس الحكومة يوسف الشاهد داخل الحزب، وذلك بعد طلب من رئيس الجمهورية والمؤسس للحزب وجهه للمؤتمرين، ليبقى الشاهد رسميا عضوا في حزب النداء خاصة وأنّه لم يعلن بعد انتماءه لحزب تحيا تونس أو كما يسميه البعض “حزب الشاهد”. وبعد هذا الرفع، أصبح يوسف الشاهد يحمل كل مواصفات العضو في نداء تونس خاصة وأنّه لم يعلن عن استقالته أو انتقاله لحزب آخر، في ظلّ إصرار منه ومن قيادة حزب “تحيا تونس” على ترك الباب مفتوحا أمام فرضيات تزعّم الشاهد للحزب بشكل مباشر أو من وراء الستار. ولم يقتصر مؤتمر النداء على رفع التجميد عن الشاهد بل أكّد القيادي في الحزب ورئيس الكتلة سفيان طوبال أنّ الشاهد هو ابن النداء وهو في نفس المشروع الوطني الذي يطمح له نداء تونس. وهو حديث يأتي بعد أشهر من انتقادات لاذعة وجهها قياديو النداء للشاهد على أنه لم يعد في نفس المشروع وتقارب مع حركة النهضة وحاول الانقلاب على رئيس الجمهورية ورفع به الأمين العام السابق للحزب سليم الرياحي قضية لدى المحكمة العسكرية. نداء تونس الذي عدّل موقفه من يوسف الشاهد ومدّ له يدّ العودة، شارك في مؤتمره بعض الوزراء المنتمين لحكومة الشاهد بل ووقع انتخابهم في الهيئة السياسية وفي مقدّمتهم وزير النقل رضوان عيارة وكاتب الدولة للنقل عادل الجربوعي إضافة إلى كاتب الدولة للخارجية حاتم الفرجاني، رغم أن الحزب دعا وزراءه في الماضي لمغادرة الحكومة أو مغادرة الحزب. وكان الناطق الرسمي السابق باسم نداء تونس المنجي الحرباوي قد أكّد أن الحزب خيّر أعضاء الحكومة المنتمين إلى نداء تونس بين الاستقالة من الحزب أو مغادرة الحكومة وذلك بعد قرار الهيئة السياسية بتجميد عضوية الشاهد والتحاق النداء بالمعارضة وأن حركة نداء تونس لم تعد معنّية بخيارات الحكومة ولا تمثّلها. ولكن وبعد أشهر من تمسّك النداء بضرورة إحداث تغيير شامل داخل الحكومة بما في ذلك رحيل يوسف الشاهد يبدو أن الخيار قد تم تعديله بعد مشاركة أعضاء من الحكومة في المؤتمر ورفع التجميد عن الشاهد إضافة إلى بقاء النداء على رأس مجلس نواب الشعب وكذلك في قصر قرطاج ليكون الحزب الحاكم الرئيسي والموجود في الرئاسات الثلاث.