ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة ، وهي تتناقل مداخلات وزير التربية والتعليم حاتم بن سالم والنائبة عن التيار الديمقراطي سامية عبو ، مداخلات سادتها حوارات حادّة تطورت في نسق تصاعدي، بدءا من التلاسن وصولا إلى تبادل كلا الطرفين لاتّهامات من الحجم الثقيل. وقد اتهم الوزير حاتم بن سالم النائبة بترويج المغالطات التي تهدف إلى التشكيك في البناء الديمقراطي الذي تعيشه الدولة التونسية،وذلك اثر اجابته عن سؤالها حول القرار القاضي بإحداث قسم سنة ثانية آداب وقسم سنة ثالثة آداب صلب المعهدين النموذجيين بنابل والقيروان. و اعتبر الوزير أنه نظرا للحالة الصحية للنائبة سامية عبو و التي تعاني من نزلة برد فإنّه لا يمكن مآخذتها على كلامها، وقال وزير التربية مخاطبا النائبة" جيت للمجلس خشمك يجري ومريضة وما تشوفش بعينك باش تقول لكلام هذا ؟" واتهم حاتم بن سالم سامية بمغالطة الرأي العام عبر نشر الاشاعات والتلويح بوثائق قديمة ولا أساس لها من الصحة وتابع قائلا " انتي اخر واحدة تعطيني دروس في الفساد لانك من رموز الفساد." وأردف قائلا " اذا كان الحد الادنى من الاحترام غير موجود فمن حقي ان لا احترمك " وتساءل " ماذا فعلتي انتي للمجتمع التونسي…سوى التكلم ومهاجمة هذا وذاك ، لم نرى افعالا." وأضاف حاتم بن سالم مخاطبا سامية عبو " تقلي كان جيت البره نعملك ونعملك…شنوة باش تعطيني طريحة..هذا مستوى متاع إمرأة!" و من جهتها ، عبرت النائبة سامية عبّو عن شعورها بالغثيان مما جاء على لسان وزير التربية، متهمة وزارة التربية بالقيام بتجاوزات تتعلق بمناظرات الدخول إلى المعاهد النموذجية في القيروان ومناطق أخرى. وأكدت سامية عبو أن وزير التربية حاتم بن سالم رفض تطبيق قررات المحاكم التي أصدرت أحكامها كانت حكمت في عدد من القضايا التي تتعلق بهذا الموضوع. وقالت متوجهة لبن سالم “من أنت حتى تخرق القانون؟ من أنت حتى ترفض تطبيق قرارات بدعوى أنها ليست الجهة المخول لها إصدار القرارات؟”وتابعت عبو “لو كنا في مكتب مغلق كنت ستسمع أشياء رهيبة”. وتواصلت سلسلة الاتهامات بين الطرفين مخلفة حالة من الصدمة لدى التونسيين، الذين استنكروا جميعا هذا السقوط الاخلاقي في حوار بين مسؤولين من نخبة الشعب، و قال المحامي فتحي المولدي في مداخلته عبر أمواج إذاعة “ifm ” انه يشعر بالخزي من الحوار بين وزير التربية حاتم بن سالم والنائبة سامية عبو في البرلمان. وقال فتحي المولدي ” الحوار كان بخصوص المدارس النموذجية ولكن نموذج الحوار بين الوزير والنائبة لا يمت للتعليم والتربية بصلة. وطالب الصحفي زياد الهاني في تدوينة بصفحته الرسمية على الفايسبوك من النائبة عن التيار الديمقراطي سامية عبو بان تفرق بين الجراة والوقاحة ، وكتب الهاني” نصيحة للنائبة سامية عبّو: بين الجرأة والوقاحة وقلة الحياء خيط رفيع، على العاقل تبيّنه.” و بات تشنّج الخطاب السياسي و شد الحبال بين السياسيين سمة و عنوانا للمشهد السياسي، اذ اثبت بعض الحوادث في مجلس نواب الشعب مدى نزول بعض السياسيين الى مستوى الشعبوية الذي يصل حد البلطجة السياسية، خاصة أن عدة جلسات عامة بمجلس نواب الشعب شهدت أجواء مشحونة رافقتها خلافات بين أعضاء البرلمان وصلت أحيانا حد التشابك بالأيادي.