بات الحديث عن الوضع الرّاهن لحزب حركة نداء تونس وما يطوّقه من عدم استقرار وفوران صلب بيته الدّاخلي من أبرز المواضيع التي تتصدر الواجهة، لاسيما بعد الحديث عن استراتيجية جديدة من الممكن أن تجمع بين نداء تونس (شقّ الحمامات) وحزب تحيا تونس في إطار مشروع سياسي موّحد سيكون زعيمه يوسف الشاهد. وفي هذا السياق أكد الأمين العام لحركة نداء تونس (شق الحمامات)، عبد العزيز القطي إنه “على يوسف الشاهد أن يتزعم عملية إعادة لم شمل النداء التاريخي وتكوينه، للحفاظ على التوازن السياسي في تونس وإخراجها من الأزمات التي تعيشها”. وأضاف القطي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء أمس الخميس 9 ماي 2019، أن حركة نداء تونس (شق الحمامات) ستعمل على مساندة حكومة الشاهد بوصفها شريكة ومكونا للائتلاف الحاكم، الى حين تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية. وأوضح أن نداء (الحمامات)، “قطع مع الفوضى والتصريحات العشوائية والقرارات المرتجلة، اثر عقد مؤتمره الأخير، وراجع موقفه من يوسف الشاهد ومن حكومته كما رفع عن الشاهد التجميد من الحزب”، قائلا: “يبقى يوسف الشاهد ابن حركة نداء تونس مادام لم يستقل منها أو لم يعلن انضمامه إلى حزب آخر”. وأشار القطي الى أن حكومة الشاهد لا يمكن أن تتحمل وحدها مسؤولية تدهور بعض الأوضاع، مبينا ان نداء تونس “حزب عقلاني يقيم أي ظاهرة أو حدث سياسي دون انفعالات”. كما أعرب عن “حرص نداء تونس على النقاش وتطويره مع مختلف مكونات النداء التاريخي، لاسيما حركة مشروع تونس وحزب تحيا تونس وأيضا حزب بني وطني، لإعادة بناء النداء التاريخي ودخول الاستحقاقات الانتخابية موحدا”. وتتحدث بعض الأوساط السياسية عن مبادرة للمشاركة في الانتخابات المقبلة بقائمات إئتلافية ومرشح رئاسي وحيد، من المتوقع ان يكون يوسف الشاهد، ويأتي ذلك بعد لقاءات موسعة جمعت بين المشروع وتحيا تونس من جهة والمشروع و نداء تونس (شق الحمامات) من جهة الثانية وبين النداء (شق الحمامات) وتحيا تونس من جهة ثالثة في اتجاه تحالف ثلاثي أو رباعي قد يضمّ حزب المبادرة، في وقت يؤكد فيه الامين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق أمله في توحيد العائلة الوسطية قبل نحو 5 أشهر من إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية,التي تعد الثالثة منذ ثورة 14 جانفي. ويرى مراقبون أن التطورات الاخيرة التي عرفها نداء تونس والتي أدت إلى ابعاد حافظ قائد السبسي من الحزب، قد تؤثر على هذه التحالفات خاصة وان ابعاد السبسي الابني يأتي في صالح كل من يوسف الشاهد ومحسن مرزوق، وهو ما طرح تساؤلات حول مدى نجاح هذا التحالف في التموقع على الساحة السياسية، في ظلّ المشاكل التي تمر بها هذه الأحزاب والتي قد تجعلها في مواجهة الرئيس الشرفي لنداء تونس الباجي قايد السبسي، الذي لن يرضى وبحسب مراقبين بإبعاد ابنه وبان يكون يوسف الشاهد بديلاً عنه.