توسعت دائرة المشاورات في الفترة الأخيرة بين حزب نداء تونس (شق الحمامات) وحركة تحيا تونس ومشروع تونس في اتّجاه توحيد الصفوف قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة. وتتحدث بعض الأوساط السياسية عن مبادرة للمشاركة في الانتخابات المقبلة بقائمات ائتلافية ومرشح رئاسي وحيد، من المتوقع ان يكون يوسف الشاهد، ويأتي ذلك بعد لقاءات موسعة جمعت بين المشروع وتحيا تونس من جهة، والمشروع و نداء تونس (شق الحمامات) من جهة الثانية، في وقت يؤكد فيه الامين العام لحركة مشروع تونس أمله في توحيد “العائلة الوسطية” قبل نحو 5 أشهر من إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، التي تعد الثالثة منذ ثورة 14 جانفي. ويرى مراقبون أن التطورات الاخيرة التي عرفها نداء تونس والتي أدت إلى ابعاد حافظ قائد السبسي من الحزب، قد تؤثر في هذه التحالفات خاصة وأن إبعاد السبسي الابن يأتي في صالح كل من يوسف الشاهد ومحسن مرزوق، وهو ما طرح تساؤلات حول مدى نجاح هذا التحالف في التموقع على الساحة السياسية، في ظلّ المشاكل التي تمر بها هذه الأحزاب والتي قد تجعلها في مواجهة الرئيس الشرفي لنداء تونس الباجي قايد السبسي، الذي لن يرضى وبحسب مراقبين بإقصاء ابنه. وأكدت حركة مشروع تونس وجود مشاورات مع حركة تحيا تونس والمبادرة لتوحيد القوى في انتظار توضيح الصورة بالنسبة لنداء تونس الذي انقسم إلى شقين، شق الحمامات التابع لسفيان طوبال وشق حافظ قائد السبسي المعروف بشق المنستير. وشدّد محسن مرزوق بعد اجتماع عقده مع قيادات من نداء تونس شق الحمامات، على مشروعية هذا الشق، وفق ترجيحه، منتقدا الصراعات داخل الحزب. وفي سياق متعلق بالتحالفات، قال محسن مرزوق “إن المشاورات متواصلة مع تحيا تونس وكل الاحتمالات واردة”، في إشارة إلى تحالفات حزبية قبل الانتخابات، مشيرًا إلى استعداده لتجميع هذه الأحزاب، حتى ولو كان ذلك على حساب أي طموح شخصي له، حسب تعبيره. وكان لقاء قد جمع بين محسن مرزوق وسفيان طوبال يوم الثلاثاء 30 أفريل، تم إثره الاتفاق على رفع مستوى التنسيق البرلماني بين الكتلتين، والعمل المشترك في إطار النداء التاريخي. وكان رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق قال في حوار مع جريدة المغرب في وقت سابق، إن حزبه بصدد التفاوض مع أحزاب سياسية وأطراف من بينها يوسف الشاهد ومَن حوله وحزب المبادرة للوصول إلى تكوين تحالف استراتيجي عميق هدفه انتخابات 2019. وكانت حركة مشروع تونس قد دخلت في مشاورات مع النداء قبل سنة وأعلنت إثر ذلك عن فشلها بعد اشتراطها إبعاد حافظ قائد السبسي كشرط من شروط نجاحها. ويبدو أن شرط مشروع تونس قد تحقق بعد الخلافات التي أدت إلى انقسام نداء تونس وإبعاد حافظ قايد السبسي. ويقود حزب تحيا تونس الموالي لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، مشاورات ولقاءات لمّ شمل ما يوصف بالعائلة الوسطية من أجل حصد أكبر قدر من المقاعد بالانتخابات البرلمانية التي ستجرى في السادس من أكتوبر المقبل. وفي هذا السياق، أكد المنسق العام لحركة تحيا تونس سليم العزابي، أنه وخلال الأيام القليلة القادمة سيتم الإعلان عن تقدم كبير في توحيد “الأحزاب الوسطية”، وفق تعبيره. ويظهر آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “امروك كونسالتينغ”، ونشرت نتائجه أمس الخميس 2 ماي 2019، تقدم حركة النهضة بشكل كبير على منافسيها في نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة بنسبة 18 بالمائة يليها حزب نداء بنسبة 6 % ثم تحيا تونس (5,7 %)، وحاز حزب مشروع تونس على 1% من نوايا التصويت، حسب المستجوبين.