تشكو المؤسسات التربوية في تونس من اهتراء بنيتها ومن قلة الصيانة الشيء الذي يعرّض تلاميذنا ومربينا إلى الخطر، وقد شهدت العديد من المدارس حالات انهيار أسقف أو جدران أو أجزاء منها مما يخلّف حالة من الذعر في صفوف التلاميذ والمربين على حد السواء ورغم وعود وزارة التربية المتواصلة بترميم المدارس الآيلة للسقوط والتي تعاني من التقادم والاهتراء ورغم مطالبة النقابات بتحسين بنايات المدارس العمومية فإن الحال بقي على ما هو عليه. وقد شهدت اليوم إحدى قاعات الدروس بالمدرسة الابتدائية منجم جالطة من معتمدية غزالة من ولاية بنزرت سقوط جزء من السقف، ولحسن الحظ كانت القاعة شاغرة خلال الحادثة كما لم تسجل أضرار بشرية، لكنها تسببت في تعطّل السير العادي للدروس. وأكد رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ رضا الزهروني أن الأولياء بصدد التضحية بأبنائهم وبمستقبلهم في مثل هذه المدارس المهترئة، موجها اللوم إلى السياسيين والنواب والحقوقيين والأولياء لعدم وعيهم بضرورة إنقاذ المدرسة العمومية. وأضاف الزهروني في تصريح لموقع الشاهد أن البنية الاساسية للعديد من المدارس مهترئة والحال أن وزير التربية يتحدّ على مدرسة رقمية وتضمين مادة الانقليزية لدروس الأطفال مشيرا إلى أن التباين بين الواقع وماهو مطلوب كبير جدا وأنه على الاولياء أن يكونوا قوة ظاغطة لاصلاح المنظومة. كما أكد على ضرورة مساهمة المجتمع المدني وتظافر مجهوداته لمساعدة الدولة في تنفيذ مشروع المدرسة وتهيئة محيط لائق للتلاميذ، مؤكدا على أهمية حرص الدولة على تشريك الولي من خلال تكثيف جمعية الاولياء في كل منطقة لإبلاغ صوت المدارس بالجهات. وأشار المتحدّث إلى أن الجمعيات فيالجهات من شأنها أن تتكفل بالبحث عن الموارد المالية والاعانات المادية على عين المكان الى جانب حث الادارة والسلطة للتدخل في الوقت المناسب لتفادي الكوارث، مبينا ضرورة حرص الاولياء على تكوين جمعية الاولياء والتلاميذ في كل جهة. وتجدر الاشارة الى أن المؤسسات التربوية العمومية في تونس تعاني من تهرم بناءاتها ونقص قاعاتها الدراسية واهتراء بنيتها التحتية، خاصة وأن أغلب المؤسسات التربوية شيدت في الخمسينيات والستينيات والثمانينيات من القرن الماضي. وقد عجزت الدولة عن رصد ميزانية كافية لصيانة وتهيئة المدارس الشيء الذي تسبب في تواتر حوادث انهيار اسقف الاقسام.