مازال الإعلام العمومي يثير جدلا، إمّا لنُدرة الإنتاج وتكرّر المحتوى الإعلامي أو بسبب الأخطاء الفادحة والتي لا تمرّ دون أن تثير جدلا حول مستوى الاعلام العمومي (الوطنية1 والوطنية2) الذي ما فتئ يشهد تدهورا على المستوى الكمّي والكيفي، في الوقت الذي عرفت فيه القنوات الخاصة تقدما ملحوظا من ناحية الأعمال المقدّمة تحت ضغط المنافسة الشديدة بينها. وأثارت قناة الوطنية جدلا مساء يوم الثلاثاء بعد أن بثت آذان الصبح بدلا من آذان المغرب خلال موعد الافطار، حيث تخلل الآذان عبارة “الصلاة خيرٌ من النوم”. وأثار الخطأ موجة سخرية على مواقع التواصل الإجتماعي، وقال احد المدونين ” بصراحة مستوى التلفزة الوطنية يعكس مستوى القطاعات العمومية الكل و نفس عقلية الكسل حتى 0ذان باش يجبدوه مالأرشيف غالط”. وعلق آخر قائلا ” أطالب من هذا المنبر رفضي المطلق لدفع معلوم الاذاعة و التلفزة المبوب بفاتورة الكهرباء”.” فيما وصف الإعلامي سمير الوافي عبر تدوينة على صفحته الرسمية بالفايسبوك حادثة بث آذان الصبح بدل آذان المغرب ب”المؤامرة”. وأضاف ”لم أعد مقتنعا بفرضية الخطأ الغير مقصود…وصرت أميل إلى نظرية المؤامرة لأن ما أعرفه من كواليس المؤسسة…من صراعات بين لوبيات تريد فرض سيطرتها وتطويع الرئيس المدير العام…يؤكد أن هذه الحماقات هي مكائد مدبرة ومنظمة في حرب اللوبيات والمصالح…وهي أسهل وسيلة لتأليب الرأي العام”. في المقابل، استنكر كاتب عام النقابة العامة للإعلام، محمد السعيدي، سيل التعليقات الهجومية التي شنّها “زملاء” من قطاع الإعلام ضد زملائهم بالقناة وضد المؤسسة الوطنية، وفق تعبيره. وأضاف في مداخلة هاتفية على اذاعة “جوهرة اف أم” أن عونا تقنيا ارتكب خطأ بشريا غير مقصود ولم تتحدّد بعد أسباب هذا الخطأ ومن يتحمل مسؤوليته، مشددا بالقول إن العون التقني ليس مسؤولا عن محتوى البث بقاعة البث النهائي ويعتمد تقرير مشاهدة قبل اي عملية بث، مشيرا إلى أن تسجيل الآذان كان مدرجا بقائمة البرامج على المنظومة الرقمية. وأضاف أن العون التقني كان يعمل الاثنين منذ الساعة التاسعة صباحا وتواصل عمله خلال دوامين، إلى وقت الإفطار، مشددا بالقول في المقابل إن كل من يرتكب خطأ يتحمل مسؤولية خطئه بعد التثبت منه. كما كشف عن كواليس خطأ سابق حول بث تهنئة على وجه الخطأ إلى الرئيس الأسبق وحرمه، موضحا أن هذا الخطأ كان بسبب عدم تغيير اسم البرنامج والذي كان “نفحات” الأمر الذي أدى إلى ارتكاب مثل هذا الخطأ. وكانت الوطنية 2 قد أثارت جدلا في أول ايام شهر رمضان بعد بثها لتهنئة على وجه الخطأ لبن علي وحرمه بمناسبة حلول الشهر الكريم، وتم على اثر ذلك فتح تحقيق اداري تقرر بمقتضاه إعفاء محمد الازهر فارس من مهام الإشراف على إدارة القناة الوطنية الأولى و مهام التسيير الوقتي للقناة الوطنية الثانية .