في بدايات الانقلاب العسكري الذي عصف بمصر، كانت الشرطة الأوروبية تتعامل مع المتظاهرين المؤيدين للشرعية والرافضين للانقلاب بما اعتادت عليه من تقاليد سمحة ، حيث كانت تسعى لحمايتهم وتسهيل أمورهم وهذا ما دأبت عليه من سلاسة في التعامل مع مجمل المظاهرات والمسيرات السلمية ، لكن الأمر اختلف خلال الأسبوعين الأخيرين هذا ما تابعناه في فرنسا وألمانيا على سبيل المثال، حيث شهدت الدولتين اعتداءات من الشرطة على المتظاهرين السلميين و منعهم من استعمال مكبر الصوت – كما كان عليه الحال في برلين – وان دل هذا على شيء فإنما يدل على أن العديد من الدول الغربية حاولت جهدها لكنها فشلت في دعم الانقلاب العسكري في مصر وكانت محاولاتها الأولية تتخذ تلك الأشكال اللبقة لكن عندما لم تجدي نفعا لجأت الى بعض تصرفات الانقلابيين واستعارت أساليب الدكتاتوريات ، وما هذا التصرف إلا دليل على ان جهود وإصرار أحرار أوروبا قد أعطت ثماره و حققت مرادها ، يؤكد كل ذلك صمود الابطال في الداخل والخارج ، والنتيجة كانت جلية خلال أحداث محاكمة رئيس مصر الشرعي محمد مرسي وظهوره في الإعلام المحلي والدولي والعزيمة الفولاذية التي رافقت عباراته قبل تحركاته !! مختصر الكلام لقد مات الانقلاب إكلينيكيا وان جانبا كبيرا من الدول الغربية التي ظنت ان قدرتها المادية وسطوتها العسكرية قادرة على إحباط حلم الشعوب وتثبيت أقدام الانقلابيين قد فشلت وخاب مسعاها حتى بعد ان عادوا الى الأساليب العتيقة التي تعودوا عليها عبر العصور الطوال قبل ان تهب على شعوبهم الحرية ويستعملون الطواغيت لحجبها على بقية الشعوب الاخرى ، لقد تناسوا او تجاهلوا ان إرادة الشعوب تحررت وان عقدت الخوف ذهبت الى زوال وبات الصمود والثبات على الحق مطلب الملايين ، خصوصا بعد ان اطلت ثورة الربيع العربي من ربوع تونس الخضراء واختطفتها الجماهير العربية ، لقد اثبتت شعوبنا للعالم ان التخدير والتغريب والظلم لا يدوم، وان الحرية أصبحت الهدف الاسمي الذي دونه الموت والمطلب الذي عشقته الشعوب بل وهامت به وقدمت دونه الغالي والنفيس!!