من المنتظر أن تنطلق بعد ظهر اليوم الاحتفالات الرسمية لزيارة الغريبة بالمعبد اليهودي الموجود بمنطقة الرياض بجربة الذي سيحتضن على هامش المناسبة “إفطار الأخوّة” في رسالة لتجسيد ذلك التعايش المشترك بين مختلف المجموعات والديانات. وقال رئيس الحكومة يوسف الشاهد في كلمته بالندوة الدولية بجربة حول التعايش المشترك والتي افتتحت من خلالها تظاهرة الزيارة السنوية للغريبة “إن تونس من الدول الرائدة في تكريس التنوع الثقافي والتعدد الحضاري باعتباره دافعا إيجابيا للتفاعل والتبادل في اطار احترام الخصوصيات الثقافية والحضارية”. كما أكد التزام تونس بنشر قيم الاعتدال والتسامح وحماية المقدسات ومنع النيل منها والتزامها بمنع دعوات التكفير والتحريض على الكراهية والعنف بالتصدي لها. وحضر هذه الندوة وزير السياحة وكبير أحبار تونس ورئيس الجالية اليهودية بتونس ونائب رئيس منتدى أحبار أوروبا لوفين ماشي الذي قال “إن تونس وجربة بالخصوص مثال للتعايش المشترك ومثال فريد من نوعه” معتبرا ان مشاركة رئيس الحكومة احتفالات اليهود بزيارة الغريبة رسالة قوية في هذا المثال للتعايش المشترك والتسامح والاحترام ومنه للبناء المشترك. وقال “ان العيش المشترك يتطلب الانفتاح على الاخر ومد الجسور وليس بناء الجدران ، بالإضافة إلى تنمية الروابط الأخوية والتعاون، وهو حلم سهل التحقق “. وقد أعلن رئيس الطائفة اليهودية في جزيرة جربة بيريز الطرابلسي أن حج الغريبة سيعرف هذا العام “نجاحا كبيرا من شأنه أن يحدد نجاح الموسم السياحي الذي تعتبر مؤشراته هامة”، مشيرا الى أن ارتفاع عدد الحجوزات الفندقية بأكثر من 30 بالمئة مقارنة بسنة 2018. تجدر الإشارة إلى أن جزيرة جربة تعتبر مثالا يحتذى به على مستوى التعايش السلمي بين مختلف الأديان والأطياف، وتحرص تونس على تأمين وانجاح احتفالات الغريبة الدينية كدليل على التسامح والتعايش بين أبناء مختلف الأديان، كما يعمل المشرفون على هيئة المعبد على ترسيخ التنوع الديني والثقافي الذي يميز الجزيرة، كما يحرص المسؤولون في الحكومة على المشاركة في الاحتفالات. وكان تفجير إرهابي أمام كنيس الغريبة، تبنّاه تنظيم القاعدة، خلال موسم زيارة اليهود سنة 2002 خلّف مقتل 14 شخصا منهم 6 سياح ألمان و6 تونسيين وفرنسي واحد وجرح أكثر من 30 شخصا.