قرّر كل من حزب المبادرة الدستورية الديمقراطية وحركة تحيا تونس الإندماج في شكل حزب ساسي واحد “في إطار تجسيم إرادة الحزبين في الوحدة والإندماج من أجل تونس في أفق توحيد القوى الوطنية والتقدمية ذات المرجعية المشتركة، وللحدّ من التشتّت الذي تعانيه العائلة الوسطية، وقد تمّ في هذا المجال “. وقد اجتمع يوم أمس وفدان ممثلان عن حزبي المبادرة الدستورية الديمقراطية وحركة تحيا تونس وتم الإتفاق على مبدأ الاندماج بين الحزبين، والقيام بما يلزم من أجل إنجاح هذا المسار. كما تم الإتفاق على العمل المشترك من أجل إتمام البرنامج الشامل للحزب في أبعاده السياسية والتنموية قصد إيجاد الحلول الناجعة للتحديات والصعوبات التي تعيشها البلاد في مرحلتها الانتقالية، إلى جانب الحرص على حسن إعداد خطة الحزب للانتخابات الرّئاسية والتشريعية القادمة وتوفير كل عوامل الفوز لها. وقد تمت دعوة “مناضلي ومناضلات الحزبين إلى إستثمار هذه الفرصة التاريخية للإندماج من أجل بناء حزب شعبي ديمقراطي قوي متأصل في تراثه الوطني الإصلاحي وحامل لمشروع إنقاذ مستقبلي قادر على تحقيق النقلة النوعية لبلادنا”. وتزخر هذه الفترة التي تسبق الانتخابات التشريعية والرئاسية بالإئتلافات الحزبية والمدنية التي يجمعها هدف رص الصفوف لكسب الرهان الانتخابي المقبل. وقد اعتبر المؤرّخ والمحلّل السياسي عبد اللطيف الحناشي أن الوضع السياسي يتميز بالارتباك في الأداء وبالكثير من الغموض وذلك بالنظر إلى التحالفات والإئتلافات الطارئة الموجودة على الساحة والتي لا تستند إلى أرضيّة واضحة وصلبة تساعدها على الفاعلية والإستمرار. ومن جانبه أكد الدبلوماسي السابق والمحلّل السياسي عبد الله العبيدي أن الأحزاب أيقنت أن عددا من الأحزاب تمكّنوا من ربط علاقات مع الخارج أو مع رجال أعمال في الداخل لكسب تمويلات في حين أن الأحزاب الأخرى بقيت دون تمويلات وهي التي تحاول التقرّب من الأحزاب التي تمكّنت من الحصول على تمويلات لضمان ديمومتها واستمراريتها. واستبعد العبيدي في تصريح سابق للشاهد أن يكون الهدف من الإئتلافات والاندماجات الحاصلة بين الأحزاب هي الفوز على الأحزاب الكبرى معتبرا أن البرنامج الانتخابي هو الذي يسمح للحزب بالفوز وليس حجمه خاصّة وأن جميع الأحزاب في بداياتها.