توسع الحديث عن التدخلات السافرة لدولة الإمارات في الشؤون الداخلية لتونس، بعد الحديث عن تمويل الإمارات لشركة إسرائيلية تدير صفحات على الفايسبوك لضرب المسار الانتخابي في تونس. وأعلنت إدارة الفايسبوك مؤخرا أنها قامت بحظر عشرات الحسابات والصفحات نظرا لإدارتها وتمويلها إشهاريا من قبل شركات أجنبية بقصد التأثير في سير الانتخابات التونسية وإرباك المشهد السياسي، الأمر الذي أثار حفيظة احزاب وشخصيات سياسية في تونس، إلى جانب ممارسات مماثلة في دول إفريقية أخرى. وفي هذا السياق، حذرت حركة النهضة في بيان أصدرته أمس الإربعاء من “خطورة مساعي بعض الأطراف الأجنبية التدخل في الشأن الداخلي لتونس”. ودعت الحركة جميع التونسيين إلى “مضاعفة اليقظة لإحباط هذه المحاولات المشبوهة وعدم الانجرار وراء الدعايات المضللة”. ومن جانبه، أكد رئيس حزب حراك تونس منصف المرزوقي خلال ندوة صحفية للإعلان عن مبادرة جمعته بحزب حركة وفاء أن الإمارات هي فيروس عربي يدمر السودان والجزائر وتونس ويجب التصدي لها والحفاظ على استقلالية البلاد. وليست هذه المرة الأولى الذي تثير فيه الإمارات جدلا في تونس ، إذ أثار حضور سفيرها لندوة صحفية عقدها الحزب الدستوري الحر، حفيظة التونسيين الذين يتهمون الإمارات بتمويل سياسييين على غرار عبير موسى لخدمة مشروع الثورات المضادة، حيث لا تخفي عبير موسي عداءها الواضح للثورة التونسية. وبحسب الأعراف وتقاليد العمل الدبلوماسي فإنّه لا يجوز للسفراء التدخّل في الشؤون الداخلية للبلاد المستضيفة أو التأثير في القرار السياسي بأي طريقة كانت، كما أنّهم لا يحضرون الندوات الصحفية للأحزاب، وإنّما، في بعض الأحيان، الجلسات الافتتاحية للمؤتمرات الكبرى، شرط علم السلطات التونسية بتحرّكاتهم.