تبعا للحرائق المتتالية التي أدركت حقول الحبوب في الآونة الأخيرة بأغلب ولايات الجمهورية، تصاعدت الدعوات المنادية بإيجاد حلول جذرية لحماية الموسم الفلاحي وحماية أمننا الغذائي. وفي هذا الإطار عقد وزير الداخلية هشام الفوراتي ووزير الفلاحة والموارد المالية والصيد البحري سمير الطيب، جلسة عمل للتباحث حول عدد من المحاور والإشكاليات وتدارس سبل معالجتها، وقد تطرقت الجلسة إلى مجابهة الحرائق وتأمين صابة الحبوب من خلال مناقشة تقارير اللجان الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة حول الحرائق التي شهدتها المحاصيل الزراعيّة والغابات خلال الفترة الأخيرة، وعرض أهم الأسباب المتمثلة خاصة في الإرتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة والإهمال والتقصير والتعمّد في بعض الحالات. كما تم الإتفاق على استعمال طائرات دون طيار، “لمتابعة عمليّة الحصاد وتأمينها، وتكثيف الحملات الأمنية للتصدّي لظاهرة التوريد العشوائي وتهريب الحيوانات والمُدخلات الفلاحية والأشجار والنباتات، إلى جانب العمل على معالجة الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشراب ببعض المناطق”. كما تم أيضا التأكيد على “تعزيز حماية المنشآت المائية الكبرى، كالسدود والخزّانات وتعزيز الحراسة بمحيطها، ومواصلة التصدّي لظاهرة الحفر العشوائي للآبار، وتكثيف الجهود لمقاومة ظاهرة الصيد العشوائي قصد المحافظة على الثروة السمكيّة والبحريّة. تجدر الإشارة إلى أن وحدات الحماية المدنية بسليانة تمكنت من إخماد حريق نشب بصابة من الحبوب بمنطقة الكارزات، من عمادة العرب، وقد أتى الحريق على 3 آلاف متر مربع من القمح و6 آلاف متر مربع من “الحصيدة” و60 حزمة “تبن”. وكان وزير البيئة قد رجّح أن يكون ارتفاع حرارة الطقس سببًا في اندلاع الحريق إذ يمكن أن يؤدي انعكاس أشعة الشمس على قطعة صغيرة من البلور إلى انطلاق شرارته الأولى لا سيما مع تصاعد عديد الغازات القابلة للاحتراق من الفضلات العضوية، مبينًا أنه لا يمكن في الوقت الراهن اتهام أي شخص بالوقوف وراءه.