أثار مسلسل “تشيرنوبيل” الأمريكي، والذي أذيعت أولى حلقاته الشهر الماضي، ضجة كبيرة في الوسط الفني وعلى الصعيد الدولي أيضا، حيث اكدت تقارير إعلامية أن روسيا تخطط لانتاج نسخة لكارثة تشيرنوبيل “نكاية” بمسلسل أمريكي، الذي لقي نجاحاً غير مسبوق بحصوله على أعلى تصنيف للجمهور على IMDb، إلى غاية يوم أمس الخميس وبحصوله على 9.6 نجمة من أصل 10 نجوم، متغلبا على المسلسلات الضخمة على غرار “صراع العروش” وBreaking Bad. ويتحدث المسلسل عن أكبر حادثة نووية إشعاعية كارثية وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في يوم السبت 26 أفريل من سنة 1986، قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية . وتعد حادثة “تشيرنوبيل” أكبر كارثة نووية شهدها العالم حيث تسبب انفجار المفاعل فور وقوعه بمصرع 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، فيما تنبأت منظمة السلام الأخضر بوفاة 93 ألف شخص بسبب الإشعاعات الناشئة عن الحادث. وكان الأخطر في حادث تشرنوبيل هو انتشار الإشعاعات النووية على نطاق واسع، إذ تضررت كل الدول المجاورة خاصة بلاروسيا (روسيا البيضاء)، ما تسبب في أمراض مثل السرطان وأخرى مرتبطة بالتعرض للإشعاعات. وذكرت المنظمة الألمانية أن المنطقة المحيطة بمفاعل تشرنوبل شهدت تصاعدا كبيرا في معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية أكثر من أي أنواع أخرى من السرطان ولا سيما بين من كانوا في سن 18 عاما وقت وقوع الكارثة، فيما أشارت إحصائية رسمية لوزارة الصحة الأوكرانية إلى إن 2.3 مليون من سكان البلاد ما زالوا يعانون حتى الآن بأشكال متفاوتة من الكارثة. كما تسببت حادثة مفاعل تشرنوبل في تلوث 1.4 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في أوكرانياوروسيا البيضاء بالإشعاعات الملوثة، وتم إجلاء سكان قرية ” بريبيات ” (أقرب بلدة للمحطة) خلال الأيام الثلاثة الأولى، حيث كان عدد سكانها ما يقارب ال4500 نسمة. وبلغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين تم إخراجهم من المناطق المتضررة أكثر من 350 ألف شخص. ومع ذلك، قرر بعض الناس العودة إلى منازلهم رغم الخطر الذي يهدد حياتهم. في عام 1987 عاد إلى ضواحي “بريبيات” حوالي 1200 شخص، معظمهم من كبار السن الذين اختاروا أن يعيشوا ماتبقى من حياتهم في المكان الذي نشأوا فيه. وبعد ان لقي المسلسل الأمريكي المتكون من خمسة حلقات والذي صور بتدقيق تفاصيل الحادثة نجاحا عارما، تخطّط روسيا لتصوير مسلسل خاص بها تقدم خلاله كارثة تشيرنوبيل على أنها حدث ناتج عن أحد عملاء المخابرات المركزية الأمريكية في رد على المسلسل الأمريكي الذي حمّل مسؤولية الحادث للاتحاد السوفييتي الذي لم يستمع آنذاك لاحد العلماء الذي حذر من الكارثة قبل وقوعها ، بل حرص الاتحاد السوفييتي وعبر مخابراته على اخفاء الأدلة والحقائق الخطيرة بعد كارثة تشيرنوبيل وهو مظهر من مظاهر سياسة الدولة الذي كان تتزعم الكتلة الشيوعية والتي كان لا يكشف عن مثل تلك الأحداث فيها أبدا بسبب الديكتاتوريات المُغلقة، والأفكار السلطوية التي كانت تميّز الاتحاد السوفييتي قبل انهياره.