أثارت حادثة دخول إسرائيليين إلى تونس في إطار زيارة اليهود لمعبد الغريبة بجزيرة جربة جدلا كبيرا، حيث اعرب نشطاء وسياسيون ومنظمات وطنية عن استنكارهم الشديد لمثل هذه الممارسات مطالبين السلطات التونسية بالتوضيح حول هذه المسألة التي تفجرت بعد بث تقرير اسرائيلي يتحدّث عن ترحيب تونس بالإسرائيليين في أراضيها مرّة في السنة. ونظمت “الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع”، بمشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل، أمس السبت، “يوم غضب”، تنديدا بما أسمته “محاولات التطبيع مع إسرائيل”، عبر “تنظيم زيارات سياحية بين تونس ودولة الاحتلال”، و”زيارة إسرائيليين إلى تونس”. وطالب متدخلون في كلمات ألقوها أمام مقر ديوان السياحة بوسط العاصمة ب"احترام السيادة الوطنية" في تنظيم الرحلات السياحية، وب"إقالة وزير السياحة"، روني الطرابلسي، بعد رواج أخبار عن دخول سياح إسرائيليين لزيارة معبد الغريبة اليهودي بجربة، وإقامة مسلك سياحي يمر بالقرب من منزل الشهيد خليل الوزير “أبو جهاد” بالضاحية الشمالية للعاصمة، وهي أخبار ردت عليها الحكومة بالتأكيد على أنه لم يدخل تونس أي سائح بجواز سفر إسرائيلي. ودعا اليوم الأحد الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت في بيان صادر عنه منظوريه وأهالي الجهة إلى الخروج مساء غد الإثنين 17 جوان الجاري في مسيرة ضدّ التطبيع على خلفية دخول سياح إسرائيليين إلى تونس. وكان الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس قد دعا أمس السبت 15 جوان “للمشاركة المكثفة في المسيرة المزمع تنظيمها يوم الخميس 20 جوان الجاري ضدّ التطبيع”، تنديدا بما أسماه “دوس جحافل مستوطنين قادمين من الكيان الصهيوني أرض تونس تحت غطاء التسامح الديني والحج إلى الغريبة “. من جانبه ، علق الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي على هذه الحادثة بالقول إن “محاولات إدراج “إسرائيل” في ثقافتنا لم تتوقف، وستكون لدينا جملة من الخطوات”. وأضاف في تصريح لموقع “الشاهد” أن “تيار مقاومة التطبيع عاد بعد الثورة وهذا يعكس تمسك التونسيين بقضيتهم الأم وهي فلسطين، قائلا “واهم من يعتقد أن بإمكانه فرض التطبيع واختراق ثقافتنا المناصرة لفلسطين والمقاومة”. أمّا عضو المكتب السياسي لحركة النضال الوطني أحمد الكحلاوي فقد أكد في تصريح لموقع “الشاهد” أمس السبت 15 جوان أن عرض قناة اسرائيلية عن زيارة “إسرائيليين” لمنزل الشهيد الفلسطيني أبو جهاد في تونس، وظهورهم وهم يهتفون باسم الكيان الصهيوني وجيش الاحتلال يعتبر انتهاكا خطيرا معتبراً أن الهدف هو التدرج في عملية التطبيع مع إسرائيل. واتهم الكحلاوي الحكومة وبعض الجهات الرسمية المرتبطة بها باتخاذ خطوات حثيثة في اتجاه تكريس التطبيع مع الكيان المحتل واقعاً وممارسة. واعتبر الكحلاوي أن “موسم الحج إلى معبد الغريبة فتح المجال واسعاً أمام الوفود الإسرائيلية لتدنيس التراب التونسي والدوس على آخر ما تبقى من مظاهر السيادة الوطنية تحت شعار “الحق في ممارسة الطقوس والشعائر الدينية”، وفق تعبيره.