لئن شهد التعليم العمومي خلال السنوات الأخيرة العديد من الإضرابات والتجاذبات بين وزارة التربية ونقابة التعليم مما تسبّب في تعطّل الدروس وحجب الأعداد، ولئن خيّر العديد من الأولياء إلحاق أبنائهم بالتعليم الخاص لتفادي الإشكاليات المطروحة في التعليم العمومي، فإن هذا الأخير أبرز من خلال نتائج الباكالوريا أنه حقق نتائج إيجابية لم ترتق لها النتائج بالتعليم الخاص. وقد أكد المدير العام للامتحانات الوطنية عمر الولباني مساء اليوم الجمعة، أن منظومة التعليم الخاص عجزت عن تحقيق نتائج إيجابية في امتحان الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا لسنة 2019 بالمقارنة مع التعليم العمومي رغم استفادتها منه. وأضاف الولباني أنه رغم ارتفاع نسبة النجاح بالمعاهد الخاصة الى 7.31 بالمائة مقابل 5 بالمائة في العام الماضي، الا أنها تبقى ضعيفة بالمقارنة مع نظيراتها المسجلة ب 37 بالمائة في التعليم العمومي. وأبرز الولباني أن المنظومة الخاصة بحاجة الى التعديل الذاتي لتتمكن من بلوغ نتائج ايجابية في المناظرات والامتحانات الوطنية ومنها امتحان الباكالوريا، قائلا “معظم التلاميذ في المعاهد الخاصة كانوا تلقوا تكوينا أساسيا في التعليم العمومي، ومدرسو التعليم العمومي يدرسون في المعاهد الخاصة الا أن نتائج هذه الأخيرة ظلت ضعيفة أمام التعليم العمومي”. كما أشار إلى أن التعليم الخاص سجل خلال هذه الدورة، 200 حالة غش وسوء سلوك أي ما يعادل نصف حالات الغش في التعليم العمومي الذي سجل 440 حالة غش وسوء سلوك، رغم تسجيل فارق بالآلاف في عدد المترشحين لاجتياز هذه الدورة، ذلك أن المترشحين عن التعليم الخاص بلغ 18 ألف مترشح فقط مقابل 107 ألف عن التعليم العمومي. تجدر الإشارة إلى أن عدد المدارس الخاصة في تونس بلغ حسب آخر الاحصائيات أكثر من 650 مدرسة ابتدائية تحتضن أكثر من 50 ألف تلميذ وتلميذة. وتعتبر ولايتا تونس وأريانة من أكثر الولايات التي توجد بها مدارس خاصة. في المقابل لا يحظى التعليم الإعدادي والثانوي الخاص بجاذبية اجتماعية مشابهة للتعليم الابتدائي، إذ لم تشهد السنوات الفاصلة بين 1994 و2016 سوى زيادة ب32 مؤسسة جديدة، كما أن عدد التلاميذ الذين يؤمّون المدارس الإعدادية والثانوية الخاصة لم يشهد استقرار، واتجه نحو الانخفاض في بعض الأحيان، إذ شهدت سنة 2015 حوالي 69235 تلميذ في حين بلغ عددهم في سنة 2016 حوالي 58706.