يجتاز بداية من اليوم والى غاية يوم الأربعاء 19 جوان 131907مترشح الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا 2019 على أن يقع إجراء امتحانات دورة المراقبة يوم الثلاثاء 2 جويلية. تونس الشروق: هادية الشاهد المسيهلي وذكر وزير التربية حاتم بن سالم أمس الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي انتظم بمقر وزارة التربية انه تم استكمال عملية نقل أوراق الامتحانات والمقدرة ب 15 مليون ورقة إلى كافة المراكز الى جانب تأمين الاختبارات بمراكز الايداع ووصولها الى كافة الولايات وسط حراسة أمنية مشددة. ويشار الى انه تم اتخاذ إجراءات خاصة على مستوى مراكز الايداع والامتحانات لتفادي الإشكاليات السابقة وذلك قصد تحميل المسؤوليات للمشرفين عليها. احاطة نفسية للمترشحين و أضاف الوزير ان مراكز الايداع مغلقة وتحت حراسة أمنية مشددة مضيفا انه تم التخلي عن نقل الامتحانات بالطائرات باعتبار الظروف الأمنية المستتبة في تونس كما تم التنسيق مع وزارة الداخلية لتأمين وحراسة مراكز الامتحانات ومحيطها وذلك لتجنب عمليات الغش التي تم التفطن اليها في السنوات لماضية والتي تتم بين المترشحين وعناصر من خارج قاعة الامتحان وأشار الوزير الى ان هذا الإجراء مكن الوزارة من الحد من كلفة الباكالوريا حيث تقدر هذه السنة بنحو 25 مليون دينار معتبرا أن كل طرف ستكون له مهمة وسيتولى المراقبون القيام بالمراقبة في مراكز الايداع و تقييم سير العمل وحتى نضمن شفافية امتحانات الباكالوريا التونسية التي حافظت على قيمتها في تونس والخارج بفضل المجهود الكبير الذي يتم بذله في الغرض. وأشار الوزير إلى انه تم التركيز خلال هذا العام على الاحاطة النفسية بالمترشحين وذلك بفضل الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين في كل الولايات مضيفا ان الاستعداد النفسي مهم ولذلك تمت متابعة التلاميذ وخاصة ممن لوحظ عليهم تأثير سلبي أو لديهم مشاكل معينة مشيرا إلى ان الوزارة وضعت إمكانيات هامة للتلاميذ من خلال توفير دروس تدارك عبر الانترنات حيث سجلت 280 ألف مشاهدة. وأشاد بن سالم بالدور الذي لعبه الأساتذة لإنهاء البرامج الدراسية وتأمين الدروس فقد تطوع الآلاف منهم لإنهاء جميع المحاور وحتى يتم انهاء البرنامج السنوي في أفضل الآجال وذلك نظرا للظروف الصعبة التي شهدتها بداية السنة الدراسية. وأضاف الوزير انه تم وضع إستراتيجية منذ عدة أشهر لمقاومة الغش من خلال تكثيف عمليات التحسيس والتوعية بمختلف المعاهد معتبرا ان الغش يهدد مستقبل التلاميذ وسيتم العمل خلال هذا العام على وضع حد له بمضاعفة عدد المراقبين، ومنع أي وسائل قد تستغل في الغش. ارتفاع عدد الاناث ذكر المدير العام للامتحانات بوزارة التربية عمر الولباني خلال الندوة الصحفية ان عدد المترشحين لاجتياز امتحان الباكالوريا من الاناث شهد ارتفاعا ملحوظا في شعب الآداب والرياضيات والاقتصاد وتصرف مقارنة بالذكور بالإضافة الى ارتفاع الاناث في شعبة العلوم التجريبية التي تعد شعبة انثوية بامتياز بنحو20661تلميذة مقابل 6656ذكورا. ويتوزع المترشحون على 107 ألاف و517 مترشحا عن المعاهد العمومية و18583 عن المعاهد الخاصة و5807 مترشحين بصفة فردية. وأشار الى عدد الاناث في كل الشعب بلغ 78617مترشحة مقابل 53290ذكورا. وتجرى الامتحانات في 567 مركز اختبار بكامل الولايات. وقد حذّرت وزارة التربية كل المترشحين من اصطحاب أي جهاز الكتروني مهما كان نوعه إلى مركز الامتحان وذلك في اطار الاجراءات المعتمدة للتصدي لحالات الغش وسوء السلوك داخل قاعات الامتحان وأضاف مدير عام الامتحانات ان الدورة السابقة كشفت عن نجاعة التعويل على دور الأستاذ المراقب داخل القسم خاصة ان حالات الغش التي تم ضبطها السنة الماضية بلغت 975 حالة غش وسوء سلوك وأشار إلى ان الحملات التحسيسية للتصدي لظاهرة الغش قد انطلقت منذ أيام كما نبه الاولياء بانه لن يتم التسامح مطلقا مع حالات الغش بالنظر الى ان النص القانوني واضح وصريح وقد أضحى من تقاليد الامتحانات الوطنية، واعتبر ان اصطحاب أجهزة الكترونية لمركز الامتحان تعني تحجير الترسيم لمدة خمس سنوات. شعبة الاقتصاد والتصرف وأشار مدير عام الامتحانات انه بالنسبة الى توزيع المترشحين حسب الاختصاص فإنّ أكبر نسبة مترشحين تنتمي الى شعبة الاقتصاد والتصرف وذلك بزيادة ألف مترشح مقارنة بالسنة الماضية ليكون العدد في حدود 40الف مترشح أي ما يعادل ثلث المترشحين في الباكالوريا تليها شعبة العلوم التجريبية ب 27317مترشحا ثمّ الآداب ب 27040مترشحا ثمّ العلوم التقنية 19043تليها شعبة الرياضيات ب 10142 ثمّ العلوم الاعلامية6575 وأخيرا شعبة الرياضة ب 1551مترشح. وستشهد هذه الدورة اجراءات استثنائية لبعض المترشحين على غرار عملية تضخيم الخط والتي ستشمل 62 حالة وتقديم المواضيع مكتوبة بطريقة البراي ل68حالة كما ستتم ترجمة بعض المواضيع للغة الفرنسية ل12 مترشحا. وسيتمتع 204 مترشحا من إضافة ثلث الوقت القانوني لكل حصّة اختبار كما سيجري 8مترشحين الاختبار بالسجن ومترشحان في مؤسسات صحية. ويشار الى ان مراكز الإصلاح بلغت 28مركزا وعدد مراكز الامتحان 576مركزا. واضاف الولباني أن وزارة التربية خصصت نحو 150الف موظف لتامين سير الامتحانات الوطنية لدورة 2019. امتحان للأسرة أيضا وبمناسبة انطلاق امتحان الباكالوريا وجه رضا الزّهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رسالة لكل الاولياء ذكر فيها ان امتحان الباكالوريا يأتي في نهاية مسار طويل يمتدّ سنوات متتالية من العمل الدؤوب والجهد المتواصل ضحّى خلالها الولي والتلميذ ماديّا ومعنويّا وبدنيّا. لذلك فانه من الطبيعي أن يمثّل امتحان الباكالوريا محطّة أساسية ومحورية وحسّاسة، وربّما يكون بالنسبة الى العديد من الاسر والتلاميذ من أهمّ الامتحانات الّتي سيتعرّضون إليها طيلة حياتهم. لذلك فانه «علينا جميعا أن نعي انّه ليس هو أول امتحان ولن يكون بالأكيد الأخير. ومن واجبنا تبعا لذلك نحن الأولياء بالخصوص أن نتفاعل مع المناسبة ومهما ستكون النّتيجة النّهائية بأعلى درجة من العقلانيّة والإيجابيّة تعادل درجة رغبتنا في نجاح بناتنا وأبنائنا في هذا الامتحان. ويتمثل دور الولي في توفير محيط عائلي يساعد المترشح على الاستعداد الجيّد طيلة أيّام الامتحان خاصّة من النّواحي المعنويّة والصّحيّة والمعرفية لاجتياز الاختبارات المبرمجة وتجنيب أنفسنا بقدر الإمكان الضغوطات النفسية التي لا تفيد أحدا. سليم قاسم رئيس جمعية جودة التعليم ل«الشروق» أسرار النجاح في الباكالوريا ما نلاحظه في ما يتعلّق بفترة الامتحانات المدرسيّة والجامعيّة وخاصّة بمناسبة امتحان البكالوريا هو التركيز المفرط وغير محكم على الجانب العقلي على حساب الجانبين الجسديّ والوجدانيّ للتلميذ بالرّغم ممّا لهذين الجانبين من أهمّيّة كبيرة تتضاعف مع اقتراب موعد الامتحان وبحلوله. إنّ المترشّح للامتحان يحتاج على المستوى العقليّ إلى أن يكون قد طوّر خلال مرحلة تمدرسه استراتيجيّة تعلّم خاصّة به. وتقوم استراتيجيّات التّعلّم النّاجحة على ثلاثة أعمدة هي العمل المنتظم، وإعادة هيكلة المحتوى التّعليميّ على نحو يسهّل الإحاطة به وامتلاكه واستحضاره، والتّدرّب الدّائم لتطوير الملكات والوقوف على نقاط الضّعف لتداركها. كما يحتاج كلّ متعلّم إلى أن ينجز اختبار ال VARK حتّى يدرك نمط التّعلّم الأفضل بالنّسبة إليه، حيث توجد أربعة أنماط رئيسيّة من التّعلّم والمتعلّمين هي البصريّ والسّماعيّ والذهنيّ والحركيّ. وبالنّسبة إلى الجانب الجسديّ، فمن المهمّ جدّا أن نكون، وخاصة قبيل الامتحان وأثناءه في أتمّ درجات الجهوزيّة، وهذا يفترض أن يكون الجسد قد تلقّى جرعته المطلوبة والمعهودة من النّوم والاسترخاء والتّغذية السّليمة الغنيّة بالفيتامينات والمعادن والعناصر النّافعة وخاصّة منها المنغنيز والفسفور مع عدم الإفراط في المنبّهات والاعتماد في المقابل على بعض التّمارين الخفيفة التي تحفّز الجسد وتدعم نشاطه وتقلّص التّوتّر وتحدّ من آثاره. أمّا عن الجانب الوجدانيّ، فإنّ المحيط البشريّ وخاصّة الأسريّ مطالب بألاّ يشكّل مصدر ضغط مباشر أو غير مباشر على المترشّح، وبأن يكون في المقابل مصدرا للمحبّة غير المشروطة والتّعبير الإيجابيّ عن الثّقة والتّفاؤل، وعلى المترشّح في المقابل أن يتحلّى بالوعي التّامّ (Mindfullness)، ويعني ذلك التّركيز التّام على اللّحظة الحاضرة، أي لحظة الاستعداد للامتحان ثمّ لحظة إنجازه، دون تفكير في الماضي مع ما يمكن أن يصحبه من إحساس بالذّنب للتّقصير الذّاتيّ أو بالغضب لتقصير الآخرين، ودون تفكير في المستقبل مع ما يمكن أن يصحبه من قلق وخوف من المجهول في علاقة بنتيجة الامتحان وبعد ذلك بالتّوجيه والمسار المهنيّ ومن خوف من الفشل في إرضاء الذّات وإرضاء الآخرين. إنّ البكالوريا وغيرها من الامتحانات الهامّة في مسار التّلميذ والطّالب هي في نهاية المطاف اختبار لمعارفه ومهاراته، ولكنّها اختبار كذلك لدرجة النّضج التي يكون قد بلغها هو وأسرته والمنظومة التّربويّة التي ينتمي إليها، وعليه فمن الواجب بعد مرور الاختبار التّوقّف لتقييم مختلف الفاعلين والمتدخّلين واستخلاص الدّروس المناسبة واخذ القرارات اللاّزمة من أجل تحقيق الرّؤية التي نطمح إليها جميعا وبناء الإنسان التّونسيّ القادر على تحقيق النّجاح الفرديّ والمساهمة في بلوغ النّجاح الجماعيّ.