يُحاول نداء تونس ترميم صفوفه بعد أزمة داخلية هدّدت تماسكه وأضعفت ثقله السياسي. ويرى القائمون على الحزب أن حجر الأساس سينطلق عبر لملمة شقوقه في إطار مسار توحيدي قادر على إعطاء نفس جديد للحزب الذي نخره الصراع المستمرّ بين قياداته الداخلية. ورغم أنّ البعض يتهمه بالمسؤولية المباشرة على إضعاف حركة نداء تونس، إلاّ أنّ بعض الندائيين يعتبرون أن حافظ قايد السبسي الشخصية السياسية التي أنقذت الحزب من الغرق عندما انشقّ جزء كبير منه، ويؤكد النائب عن نداء تونس المنجي الحرباوي (شق المنستير ) في هذا السياق أنه لولا حافظ قائد السبسي لانتهى النداء تماما. وأوضح الحرباوي في مداخلة له على قناة الحوار التونسي أمس الاثنين أن حافظ قائد السبسي أصبح قياديا محوريا في النداء والقضاء أنصفه في مواجهة الشقوق التي حاولت إضعاف الحزب. وتابع المنجي الحرباوي “رغم ما حصل مستعدون لقبول عودة المغرر بهم من القيادات المنشقة”، في إشارة لسفيان طوبال . ومنذ شهر أفريل الماضي، انقسم حزب نداء تونس الذي أسسه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي سنة 2012 وفاز بانتخابات 2014، إلى شقيّن عرفا ب”شقّ الحمامات” الذي يتزعمّه سفيان طوبال، و”شقّ المنستير”، ويقوده نجل الرئيس، حافظ قائد السبسي، إلاّ أن شق الحمامات بزعامة سفيان طوبال لم يسترسل طويلا في تمرده، ليعلن مؤخرا رغبته في التوبة والالتحاق بشق حافظ قايد السبسي . ودعا طوبال في رسالة نشرها شهر جوان الماضي، جميع الندائيين والندائيات، بما في ذلك الشق المنافس الذي يقوده حافظ قايد السبسي، وكل المنتسبين لحركة نداء تونس، إلى “الالتقاء لتجاوز الاشكالات الخلافية الطارئة حول تقييم مخرجات مؤتمر المنستير والبحث في طي صفحة الخلافات بمنطق الديمقراطية والتوافق والتعالي عن الخصومة المدمرة وبوعي أن لا أحد منتصر، في ما طرأ من خلافات”، وفق الرسالة.