أثارت الاشكاليات التي يعايشها التونسي في حياته اليومية كغلاء المعيشة وتدهور المقدرة الشرائية والاكتظاظ في وسائل النقل والخدمات الصحية المحتشمة والبطالة والتهميش وغيرها على نفسية المواطن التونسي. وتبعا لذلك يتم تسجيل العديد من حالات الانتحار ومحاولات الانتحار واجتياز حدود الوطن خلسة إضافة إلى تسجيل العديد من حالات الاكتئاب، وقد تجاوز عدد المرضى الذين زاروا مستشفى الرازي خلال السنة الفارطة أكثر من 100 ألف مريض نفسي. كشفت صحيفة “الشروق” أن 20 بالمائة من التونسيين يتناولون أدوية نفسية، كما تحتل تونس المرتبة 102 في مؤشر السعادة عالميا، فيما تشير الارقام والتقارير الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة أن قرابة 30 بالمائة من السكان مصابون باضطراب نفسي و40 بالمائة من المرضى يعانون من أمراض عضوية ناجمة عن مشاكل نفسية مثل آلام الرأس والظهر واضطرابات الجهاز الهضمي والتي تصنف ضمن حالات القلق والاكتئاب المنتشرة في بلادنا. وتجدر الاشارة الى أن تونس تراجعت ب 13 مرتبة في مؤشر السعادة العالمي لسنة 2019 لتحتلّ بذلك المرتبة 124 وذلك ضمن 156 بلدًا مصنفًا ليكون الشعب التونسي من أقل شعوب العالم سعادة، وقد وجاءت تونس في المرتبة 13 من ضمن 17 بلدًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إذ لم تتقدم إلا على العراق ومصر وسوريا واليمن. وقد تصدرت المراتب الخمس الأولى دول فنلندا والنرويج والدنمارك وايسلندا وهولندا على التوالي، فيما حلت في المراتب الأخيرة رواندا وتنزانيا وأفغانستان وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان. يذكر أن مؤشر السعادة العالمي يقيس مدى السعادة في المجتمعات طبقا لدراسات وإحصائيات متعددة. ويتم من خلاله قياس مدى شعور الأفراد بالسعادة والرضى في حياتهم، والدول الأكثر سعادة غالبا ما تكون الأكثر ثراء، إضافة لعوامل أخرى مساعدة، مثل الدخل الإضافي والدعم الاجتماعي، وغياب الفساد ومستوى الحرية التي يتمتع بها الأفراد.