يلاحظ المتابع للصحف الدولية وخاصة المواقع الالكترونية السعودية والإماراتية تركيزها على وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي الذي برز اسمه مؤخّرا كأحد ابرز المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية. وعلاوة على كمية الدعم التي لاقاها الوزير من قوى سياسية طالبته بالترشح للرئاسيات، خصّصت الصحف الاماراتية والسعودية مساحة كبرى للوزير المذكور بوصفه الشّخصية القادرة على قيادة البلاد، مع العلم انه لم يسبق لأحد المرشحين التونسيين ان نال نفس الحظوة التي نالها الزبيدي في هذه المواقع التي باتت تخصص يوميا مقال أوأكثر عن الزبيدي و”إنجازاته”. ونشر موقع “إرم نيوز” الإماراتي اليوم الخميس 1أوت 2019 مقالا تحت عنوان “عبدالكريم الزبيدي يتقدم بهدوء نحو رئاسة تونس”، وأكد الموقع أنّ ” الزبيدي حسم أمره بالترشح للانتخابات الرئاسية، بعد أن كان موقفه من الترشح لهذه الانتخابات غامضًا”، مشيرا إلى أن ” وزير الدفاع تمكن من جمع أكثر من عشرة توقيعات من نواب البرلمان..” وفي مقدّمة مطولة عن الزبيدي وصفاته، تعمق موقع “العين الإخبارية” التابع بدوره للإمارات في تعداد خصال وزير الدفاع الوطني، وأكد الموقع بصيغة الإطمئنان ان “الرجل الذي يتسم بالهدوء وقلة الظهور الإعلامي، لا تبدو علاقته وطيدة برئيس الحكومة يوسف الشاهد والتحالف الإخواني”. في إشارة إلى حركة النهضة. و اكد موقع العين الاخبارية في المقال الذي جاء تحت عنوان “عبدالكريم الزبيدي.. الطبيب الهادئ يترشح لرئاسة تونس” أن ” هدوء الزبيدي ورصانته السياسية وكبْت تهافته على الرئاسة خلق له أنصار له من خارج منظومة الأحزاب الكلاسيكية”. وفق تعبيره من جهة اخرى، يجد الزبيدي ذات الاحتفاء في الصحف والمواقع السعودية، حيث ذكر تقرير أعدته قناة العربية أن ” اختيار الزبيد يقطع الطريق على بعض الانتهازيين الذين يريدون الوصول إلى السلطة، باعتبار أنه يعد من أكثر الوزراء والسياسيين، حيث يحظى باحترام وثقة الرأي العام في تونس..” وبعيدا عمّا إذا كان ذلك يعدّ تدخلا مُسقطا في الشأن التونسي، فإن الكثير من المختصين والمحللين حذروا من القوى الخارجية المتربصة بتونس واستقرارها، خصوصا تلك التي كانت راعية لأجندات الثورات المضادّة والانقلاب على الديمقراطية.