تسبب إلقاء فضلات الأضاحي بصفة عشوائيّة في تلويث الوضع البيئي في عدد من المناطق بالبلاد التونسية، ومما زاد الوضع سوءا هو انقطاع مياه الشرب، في الوقت الذي عبر فيه البعض عن مخاوفه من إمكانيّة الإصابة ببعض الأمراض عن طريق النواقل والجراثيم المرتبطة بتخمر الفضلات العضوية بسبب فقدان الماء وتأخر رفع الفواضل المتراكمة تحت حرارة استثنائية هذا الشهر. وأعرب حزب العمال في بيان أصدره امس الاثنين 12 أوت 2019، عن استنكاره من “حرمان الشعب من حقوق أساسية مكفولة دستوريا وقانونيا”، ملاحظا “تضاعف معاناة التونسيين يوم عيد الأضحى أين غطت البلاد طولا وعرضا روائح النتونة والعفن بحكم عدم قدرة أغلب العائلات على التصرف في فضلات أضاحيها، كما تسبب ذلك في تعفن اللحم لدى عدد كبير من العائلات الفقيرة”. من جانبها، دعت وزارة الصحة العموم إلى المساهمة في إحكام عمليات التصرف في الفضلات من خلال وضعها في أكياس محكمة الغلق بالأماكن المخصصة لها واحترام أوقات رفعها من طرف المصالح المعنية. كما أكدت وزارة الصحة ضرورة احترام القواعد الصحيّة المثلى للتداول السليم للحوم الأضاحي من خلال استعل معدات وأدوات نظيفة ومطهرة لتقطيع اللحوم والغسل الجيد للأيدي كلما تم لمس الذبيحة واللحوم وخاصة قبل الأكل. انقطاع المياه يزيدُ الوضع سوءًا الأمر لم يتوقف على القاء الفضلات ببعض المناطق فحسب، بل إن الوضع تأزّم أكثر مع انقطاع المياه ليومين متواصلين ببعض ولايات الجمهورية على غرار بنزرتوقفصة والقصرين. واحتجاجا على الوضع الكارثي، عمد عدد من أهالي ولاية قفصة إلى إلقاء فضلات أضاحي العيد من جلود وغيرها امام مقر الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بقفصة احتجاجا على انقطاع المياه بجهتهم. من جهة أخرى، قام عدد من متساكني منطقة النحلي من ولاية أريانة بغلق الطريق السيارة بنزرت- تونس من الاتجاهيين بسبب قطع الماء الصالح للشراب . وكانت الصوناد دعت المواطنين عشيّة عيد الأضحى إلى تأجيل الاستخدامات الثانوية للمياه إلى ما بعد العيد. واستغرب مراقبون تواصل انقطاع المياه في فصل الصيف على غرار ما حصل في سنوات الجفاف وفي سنة امتلأت فيها السدود بمياه الأمطار وبشكل غير مسبوق.