“أحمل مشروع الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي”، جملةٌ باتت من أكثر الجمل تداولا في هذه الفترة كما أنها وُردت على أكثر من لسان وشخصية سياسية أكدت أنها الأجدر بوراثة مشروع الرئيس الراحل التي وافته المنية شهر جويلية الماضي، بل إنّ بعض منهم بات يتنافس في النعي وذرف الدموع عله يكسب ودّ الشعب الذي عبر بكلّ اطيافه عن تقديره للباجي قايد السبسي وعمله السياسي. وفي هذا السياق، قال وزير التربية السابق والمترشح للانتخابات الرئاسية ناجي جلول لدى تقديمه، ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، إنه “يعتبر نفسه من بين الحاملين لنفس مشروع الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي ونفس الرؤية للمجتمع، بما يفرض عليه مواصلة المشوار”. وأضاف جلول، في تصريح صحفي بالمقر المركزي لهيئة الانتخابات، أن “مؤسسة الرئاسة تبقى هامة جدا على خلاف ما يشاع من أنها مؤسسة فولكلورية باعتبار أن رئيس الجمهورية يرمز إلى السيادة الوطنية خاصة أمام التغيرات التي يشهدها الوضع الجيوستراتيجي”، معتبرا أن رئيس الجمهورية القادم مطالب بالعمل على إعادة صورة تونس في الخارج، التي قال إنها “تراجعت”. من جانبه اكد رئيس حركة مشروع تونس ومرشح الحركة للانتخابات الرئاسية محسن مرزوق أن علاقته بالباجي قايد السبسي كانت مثل علاقة السبسي ببورقيبة في مراوحتها بين الاتصال والانفصال، مشيرا إلى أنه سيحاول البناء على إرثه ومواصلة مشروعه السياسي استنادا على الخبرة التي اكتسبها منه حيث كان معه في مشروع بناء حزب نداء تونس كما شارك معه في الانتخابات 2014. أما المرشح المستقبل عبد الكريم الزبيدي والذي لقي دعما من حزب نداء تونس، فقد تحدث بدوره عن وصيّة للباجي قايد السبسي وعد بالكشف عنها في الوقت المناسب نظرا لاهميتها لتونس ووفاء لذكرى الفقيد، وفق تعبيره، فيما اكد رئيس اللجنة المركزية في حزب حركة نداء تونس حافظ قايد السبسي ان الزبيدي كان سيكون اختيار الرئيس الراحل للرئاسية وأن نداء تونس له علاقة باقناع الزبيدي بالترشح للرئاسة. نفس الشيء بالنسبة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي استشهد من جانبه بمضمون خطاب ألقاه الرئيس الراحل في 20 مارس الفارط وخاصة قوله “كان يرجعلنا شاهد العقل”، ليبين انه ومنذ ذاك الخطاب عادت العلاقة بينهما الي وضعها الطبيعي بل ان الشاهد ذهب إلى ابعد من ذلك حينما إلى انه الاقرب الى السبسي من البقية والأجدر بأخذ الارث السياسي للراحل كما فعل هو مع بورقيبة.