رغم أنّ عدد المترشّحين للانتخابات الرئاسية هو أقل ممّا كان عليه في 2014، إلاّ أنّه يبقى مرتفعا حيث سيكون المواطن أمام 26 خيارا لا يفرّق بين أغلب المترشّحين حيث يتشابه البعض في المرجعية والبرنامج والحظوظ. كل العائلات السياسية ممثّلة في هذه الانتخابات بأكثر من مترشّح خاصة بعد ترشيح حركة النهضة لنائب رئيسها عبد الفتاح مورو للانتخابات لرئاسية في وقت أعلن أمينها العام السابق حمادي الجبالي الترشّح لموعد 15 سبتمبر فيما ترشّح أيضا عضو مجلس الشورى السابق حاتم بولبيار، كما ترشح من العائلة الإسلامية القيادي السابق في الاتجاه الإسلامي في الثمانينات من القرن الماضي الهاشمي الحامدي عن تيار المحبّة. الجبهة الشعبية التي حافظت على تجانسها لمدّة 6 سنوات، تقدّم منها مرشّحان وهما حمة الهمامي ومنجي الرحوي في وقت لا يفرّق المواطن بين الإثنين، فهم بنفس المرجعية الماركسية اللينينية وكذلك بنفس المواقف تجاه الحكومة وكانا إلى وقت قريب يتكلّمان باللغة نفسها، كما ترشّح عبيد البريكي القيادي السابق في الوطد ليراكم التساؤل حول الفروق بينه وبين الرحوي والهمامي. شخصيات أخرى محسوبة على الثورة مثل الرئيس السابق المنصف المرزوقي ومحمد عبّو وقيس سعيد والمحامي الشاب سيف الدين مخلوف، كلّها تقدّم تقريبا نفس المشروع رغم انتماء المرزوقي وعبو للعائلة العلمانية، فيما لا يعرف عن سعيّد أي انتماء. وقد صرح المرزوقي أن هناك حوار مع الجبالي وسيف الدين مخلوف وقيس سعيد من أجل الانسحاب من السباق لصالح مرشح ومشترك، في محاولة تذكرنا بما حصل قبل انتخابات 2014 عندما اجتمع بعض المرشّحين من العائلة الاجتماعية الديمقراطية من أجل التنازل لشخصية توافقية وفشلت المحاولة بسبب تمسّك البعض بالزعامة. العائلة الليبيرالية والدستورية والندائية قدّمت عديد المترشحين للانتخابات الرئاسية ورفع هؤلاء المرشحون شعار مواصلة العمل الذي قام به السبسي واتباع الفكر البورقيبي، وسيجد المواطن صعوبة في الاختيار بينهم فسبعة منهم كانوا في نداء تونس وهم يوسف الشاهد وناجي جلول ونبيل القروي وسلمى اللومي وسعيد العايدي وسليم الرياحي ومحسن مرزوق. ويتساءل المواطنون ماهي الفروق بين هؤلاء وأي فرق يمكن أن يكون بين ناجي جلول وسعيد العايدي أو سلمى اللومي؟ وما هو الفرق بين محمد عبو والمنصف المرزوقي؟ وبماذا يختلف حمة الهمامي عن منجي الرحوي وعبيد البريكي؟ فين حين يرى البعض أنّ كثرة الترشّحات أمر إيجابي من أجل إثراء المشهد السياسي.