شبابيك التذاكر المغلقة لم تكن تفصيلا مهما في احد أروع الحفلات التي انتظرها الجمهور التونسي ضمن البرمجة الصيفية لمهجان قرطاج صائفة 2019 فبعد ثلاث سنوات من الغياب، حط أمير الطرب العربي “صابر الرباعي” على ركح المسرح الروماني بعد جولة كبيرة في المهرجانات التونسية حملته إلى أقاصي البلاد من شمالها إلى جنوبها. رذاذ المطر وتقلبات الطقس لم تمنع جمهورا غفيرا وعائلات قدمت بكل أفرادها من كل الاعمار لسهرة تؤرخ في سجل تاريخ الحفلات التي يمكن لتونسي ان يواكبها استمتاعا بالفن وبروعة الاداء وبالمشهدية الضخمة التي ترافقه احتراما للجمهور وعرفانا لخامة صوت من يعتلي المسرح، هكذا كانت سهرة الخميس 22 أوت 2019 التي أحياها صابر الرباعي ليتجول بجمهوره الغفير بين باقة متنوعة من اروع اغانيه التي يحفظها جمهوره. طيلة ساعتين ونصف، تفاعل وحب لا ينضب من جمهور صابر الرباعي المتشوق للأغنية التونسية ولإبداع فنان وطني حقق النجاح والانتشار العربي الباهر في السنوات الأخيرة وبات اسما مرسما على ركح اكبر المهرجانات شرقا وغربا. الرباعي اختار ماهو اكبر من مضخمات الصوت ومؤثرات الاضاءة بلوحات تناغمت مع الالحان والكلمات والموسيقى المتنوعة ابهرت جمهورا عريضا بعضه قدم من ولايات خارج اقليم تونس الكبرى تعبيرا عن تعطشه للاغنية التونسية الناجحة، اختار الرباعي اللهجة التونسية والممتزجة باللحن التونسي والعربي والآداء المبهر والتفاعل الكبير مع الجمهور. حفل الرباعي في مهرجان قرطاج نجاح آخر لمسيرة فنان تونسي انطلق الى سماء النجومية العربية يستحق فعلا ان يكون صاحبه الأكثر قيمة من حيث الميزانية ومن غير الاخلاقي ربما الحديث عن قيمة مالية عندما يتعلق الامر بنجاح واضح وقيمة فنية لا تناقش. قد يناقش في السهرة ما لفها من كواليس وتفاصيل التنظيم المرتبك كعادة المهرجان في سهراته الكبرى لكن صوت وحضور وآداء صابر الرباعي قد مكنوا الجمهور من ساعتين ونصف من السحر والامتاع في ليلة متقلب طقسها. صافيناز بن علي تاريخ 23 اوت 2019