أثارت وفاة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي تباينا في مواقف الرأي العام التونسي بين مترحّم عليه ومشيد بخصاله على الرغم من عدم توفقه في إرساء نظام ديمقراطي وبين معتبر أنها نهاية طاغية أذاق شعبه الويلات خلال فترة حكمه، الشيء الذي دفع بعض المشايخ ورجال الدين على غرار الشيخ بشير بن حسن الى الدعوة الى عدم ” الشماتة” في وفاة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي قائلا ” لا شماتة بالموت فهو كأس سنشرب منه جميعا”. كما دعا الشيخ الى ضرورة الاتعاظ قائلا “فكفى بالموت واعظا ، فمهما مُكّن للعبد في هذه الدنيا ، وأوتي من جاه وسلطان، ومال وقوة وبنيان ، فهو ملاق يوما الواحد الديان”.وعلى الرغم من التباين المذكور فإن العديد من الأسئلة ظلت عالقة في مخيلة التونسي حول حقيقة ما حدث في جانفي 2011 وحول الفترة الأخيرة التي قضاها بن علي في السعودية وغيرها، وكان مصدر استقاء المعلومة الوحيد المتاح هو منير بن صالحة محامي بن علي. وقد أكد هذا الأخير أنّ الساعات الأخيرة في حياة الرئيس السابق كانت ”عصيبة جدا لأنه قاوم المرض لمدة شهر وكان في حالة صحية متردية”، مضيفا أنه مات حزينا ومستاء بسبب تحميله مسؤولية الأخطاء التي ارتكبت طيلة فترة حكمه وعدم الإقرار بالإنجازات التي قام بها من أجل هذا الوطن.كما أكد بن صالحة وجود تسجيلات لبن علي موجهة للشعب التونسي أوصى بنشرها بعد وفاته، مبينا أنهالن تنشر إلا بإذن من عائلته. كما أكد وجود مذكرات كتبها بن علي لكنه امتنع عن نشرها خوفا على الوضعية القانونية لعائته المصغرة والواسعة التي حجّر عليها السفر من تونس. وأفاد منير بن صالحة أن بن علي أوصى بدفنه في السعودية الى جانب عائلته المصغرة وأن موكب التأبين سيكون يوم غد.وفي المقابل أكد صهر بن علي “كادوريم” أنه لا وجود لأي تسجيلات صوتية وإن كانت موجودة لعلمت بها عائلته المصغرة، كما فنّد وجود مذكرات لبن علي مؤكدا أن الخبر اليقين يستقى من عائلته وليس من أي مصدر آخر.كما أكد أن موعد دفن بن علي سيتم إقراره مساء اليوم ، وأنه لم يوص بدفنه في تونس قائلا “فما عبد يتكتبلو يتدفن في البقاع المقدسة ويقول لا”.