أعلن وزير التربية نور الدين النوري، صباح اليوم الإثنين، سنة 2026 سنة مطالعة، في كلمة ألقاها خلال يوم تنشيطي نظمته الوزارة بمقر مدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة. وأوضح الوزير أن اعتماد 2026 سنة للمطالعة " تأكيدا على التزام وزارة التربية بالقيم الفضلى التي ينطوي عليها الفعل القرائي بالنسبة إلى الناشئة، بهدف مصالحتهم مع القراءة وتنشئتهم على حب الكتاب"، مبيّنا أن المعارف المدرسية لم تعد كافية لإعداد الفرد لمتطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية المتغيرة ما يستوجب ضرورة عقد اقتران تربوي بين المطالعة والتعلم مدى الحياة، بماهو مجموعة من القواعد والاتفاقيات الضمنية والصريحة بين المعلم والمتعلمين لتحديد الأدوار والمهام والالتزامات لتحقيق أهداف التعلم وتطوير المهارات. وستنطلق الوزارة، في هذا السياق، في العمل على إنشاء فضاءات جاذبة داخل المدارس لجعل المكتبة عنصرا محوريا في النجاح التربوي، وذلك بإحداث 4000 مكتبة مدرسية تحتوي ما يقارب 6 مليون كتاب، وبإطلاق برنامج حقيبة المطالعة ووضع مخطط تنفيذي لدعمه بالإضافة إلى إعادة إدراج المطالعة كنشاط منظم في البرامج الدراسية، وتنظيم مسابقات ومهرجانات حول الكتاب والثقافة، مع الحرص على تعزيز الروابط مع المكتبات العمومية والمتنقلة، وفقا للوزير. وبين النوري أن الجهد سيرتكز أيضا على تحديث وتنويع الأرصدة الوثائقية، بما في ذلك الرقمية وتعزيز رصيد المكتبات بالمدارس الإعدادية والمعاهد من الكتب والمحامل الرقمية، مع الحرص على تثمين التجارب الناجحة في مجال الترغيب في المطالعة والتشجيع عليها، وعلى العمل على تزويد الحافلات المخصصة للرحلات المدرسية التنشيطية بمجموعة من 75 كتابا لكل حافلة، فضلا عن ارساء مكتبة الشارع المطالعة بالوسط الريفي، وإطلاق حملات التبرع بالكتب في إطار المبادرات المحلية والجهوية. وعبّر الوزير عن يقينه من أن جميع الفاعلين التربويين سيقبلون على الانخراط في فعاليات هذا المشروع وعلى دفع العمل مركزيا وجهويا على تطوير المبادرات ودعمها وتشجيع التلاميذ على المشاركة المكثفة والنوعية فيها، لما لهذا المشروع من أثر تربوي وحضاري وثقافي على الناشئة حتى يقبلوا على الكتاب ويفتحوا به آفاق الحلم والمعرفة والمستقبل ويغلقوا به مسالك الظواهر المستجدة وعوالم السلوكات المتفشية في فضاءات الأنترنت غير الآمنة. ومن جهته، قدّم المتفقد العام للتربية في مادة العربية شكري الجميعي، جملة من المقترحات لإرساء سياسة تربوية تعليمية وثقافية تحوّل العلاقة بالقراءة والكتاب من سلوك مدرسي إلى مكوّن ثقافي مجتمعي، من أهمها العمل على بناء خطة وطنية للنهوض بقطاع المطالعة والمكتبات، وحوسبة المكتبات وتطوير وسائل عملها في التوثيق والتنظيم والإدارة والتسيير. ودعا إلى بناء سياسة ثقافية خاضعة للتقييم الدوري المنتظم استنادا إلى معايير وطنية وعالمية ومؤشرات مفصلة ودقيقة، مطالبا بسنّ نصوص تشريعية لتنظيم قطاع المكتبات العمومية والمدرسية بتصوّرات مستحدثة في مستوى تخزين المعرفة وتوزيعها وتنظيمها. واقترح الجميعي إقامة معارض للكتب المستعملة وتحفيز الناس عبر الوسائط الإعلامية للإقبال عليها، والعمل على زيادة عدد المكتبات المتنقلة وتطوير أدائها في الإعارة والاسترجاع بجعلهما مشروطين بالتلخيص ونقل الأثر، كما نادى بالتفكير في عقد لقاءات دورية منتظمة موضوعها القراءة للمكفوفين من أجل توفير حق السماع لذوي الاحتياجات الخصوصية. يذكر أن ورشات تفكير حول "سبل تطوير علاقة التلاميذ بالكتاب" تلتئم في إطار هذا اليوم التنشيطي، يؤثثها ثلة من الخبراء في التربية والتعليم ويشارك فيها عدد من التلاميذ من مختلف ولايات الجمهورية، بهدف ضبط جملة من التوصيات ستعمل الوزارة على الإستئناس بها لترغيب التلاميذ في المطالعة. تابعونا على ڤوڤل للأخبار