يبدو أنّ المرحلة السياسية القادمة لن تكون سهلة، وربّما ستشهد مواجهة ساخنة بين رابع قوة برلمانية (ائتلاف الكرامة) والاتحاد العام التونسي للشغل، حيثُ توحي التصريحات والتصريحات المُضادّة بين الطرفين، بموسمٍ شتائي ساخن. ومنذ تأسيسه في فيفري الماضي، أعلن ائتلاف الكرامة بقيادة المحامي سيف الدين مخلوف أنّ من ضمن اولوياته فصل النقابي عن السياسي، بكيفية تحّد من تغوّل اتحاد الشّغل، الذي تسبب وفق الحسب في دمار الاقتصاد التونسي بسبب “اضراباته واصطفافته الايديولوجيّة الواضحة”. وسبق أن صرّح سيف الدين مخلوف بتصريحات، كانت بمثابة رفع شارة الحرب على المنظمة الشغيلة، حيث سبق وان اكد المحامي المذكور ان اتحاد الشغل تحول إلى مركزٍ للفساد، متوجها لقياداته بالقول “أحذِّركم، إلْزَمُوا حدودَكم سنكون حُرَّاسًا لاختيارات الشعب..” وأضاف سيف الدين مخلوف “قيادات الاتحاد لم يحاسبوا يوما على مداخيلهم ومعاملاتهم المالية، مضيفا “هل قيادات الاتحاد فوق المحاسبة القانونية او انهم مواطنون من درجة أولى”. وتابع مخلوف: “اتحاد الشغل كان يحتفل بسبعة نوفمبر في كل المناسبات وكان يروج لخطاب بن علي ونتذكر بيان جراد الذي وصف المحتجين بالمشاغبين”. في المقابل، حذر اتحاد الشغل ممّا اعتبره صعود قوى تحرّض على العنف ضدّه، وقال الأمين العام للمنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي في ردّه على مخلوف “أصحاب الفكر الدّاعشي لا أعيرهم اهتماما..تونس لن تكون لروابط حماية الثورة و للدواعش و لن تكون للإرهاب..” ونشرت الصفحة الرسمية للاتحاد العام التونسي للشغل، اليوم الأربعاء، أبيات شعرية للشاعر علي زمور يقول فيها : غير جربوا قلعة حشاد تجوها … وتركعوا اتحاد يا خوانه هامة العامل ما تقدروا تحنوها … هو رمزنا والرمز عنا أمانه ويأتي منشور الاتحاد بعد تصريحات لعضو بائتلاف الكرامة زياد الهاشمي، على القناة الوطنية التي قال فيها إن من جاء بعبارة الاتحاد أقو قوّة في البلاد كذّاب وأن هذا الشعار أكذوبة مشدّدا على أن أقوى قوّة في البلاد هي الشعب التونسي”.