قررت حركة النهضة، الحزب الفائز في الانتخابات البرلمانية، ترشيح شخصية من صفوفها لرئاسة الحكومة القادمة، وجاء في تصريح لرئيس مجلس شورى الحركة عبد الكريم هاروني أنه “بعد حوار واسع وعميق وصريح أكد مجلس الشورى أن حزب النهضة سيشكل هذه الحكومة برئاسة شخصية” حزبية. كما أبرز الهاروني لدى حضوره اليوم في برنامج “اكسبراسو” على اذاعة “اكسبراس أف أم”، اليوم الاثنين، أن الحركة لا تقبل التفاوض مع أي طرف سياسي حول ترؤس وتشكيل الحكومة القادمة، مبرزا أنها منفتحة في المقابل على تفاوض حول برنامج الحكومة وتركيبتها وهيكلتها وحول الشخصيات ذات الكفاءات التي ستنفذ هذا البرنامج. وأضاف الهاروني “النهضة حركة مسؤولة تقدم مصلحة تونس على مصلحتها الحزبية والدليل اننا في سنة 2014 قبلنا بالمشاركة في الحكومة بوزير رغم تحصلنا على المرتبة الثانية وفوزنا ب69 مقعدا ..من أجل الدفع بالمسار الديمقراطي”، معتبرا أن “النهضة تمسكت بحقها في رئاسة الحكومة لكنها لم تستعجل في اختيار رئيسها”. وذكّر بأن “القانون الداخلي للحركة ينص على تولي رئيسها راشد الغنوشي منصب رئاسة الحكومة”، معتبرا أن “الغنوشي له من الكفاءة ومن الخبرة التي فاقت 50 سنة من النضال ضد الاستبداد ما يمكنه من تولي هذا المنصب”، وأن له خصال منها قدرته على “تجاوز الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين والتوافق وأنه يحظى باحترام من المنظمات الاجتماعية ومن الأحزاب المكونة للبرلمان”، مشددا على أن “قرار الحركة لن ينبني على موقف اقلية متوترة تستهدف رئيس الحركة”، وقال رئيس مجلس الشورى “الغنوشي هو أهم شخصية وطنية الآن في البلاد”. يذكر أنّ مجلس شورى حركة النهضة قرّر أمس الأحد تحمّل ” مسؤولية تشكيل الحكومة وترؤسها وسعيها الى تعميق الحوار مع مختلف الفاعلين السياسيين والاجتماعيين على قاعدة برنامج يضمن لها حزاما سياسيّا واسعا”. ويتضمّن البرنامج بحسب البيان “التوجهات الكبرى لعمل الحكومة والإجراءات في الآماد العاجلة والمتوسطة للرفع من فاعلية المؤسسات الحكومية وتحسين الخدمات العمومية وتفعيل المشاريع المعطّلة وانفاذ القوانين”.