أكدت مصادر إعلامية أنّ الرئيس قيس سعيد رفض بشكل قطعي اقتراحا تقدمت به بعض الاطراف التي دعمته خلال الانتخابات الرئاسية لإزالة صورة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة من قصر قرطاج وتعويضها بأحد الشخصيات الوطنية الراحلة، وذلك بهدف توجيه رسالة بأن تونس ستشهد في المرحلة القادمة تغيرا جذريا في السياسات. وأضافت المصادر ذاتها أن قيس سعيد كشف في عديد المحاضرات واللقاءات أنه يحترم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ولا يكن له اي عداء ويعترف بالكثير من خصاله السياسية والوطنية مع هامش من النقد لبعض مواقف الراحل خاصة فيما يخص قضايا الحريات والمنوال التنموي. وقالت ذات المصادر أن قيس سعيد تعمد خلال المناظرة التلفزية مع المترشح نبيل القروي أن يستشهد بأحد مواقف بورقيبة ليوجه رسالة للجميع بأنه يحترم الرجل، لكنه في نفس الوقت لا يريد الدخول في السجالات السياسية التي تسعى الى تجريم بورقيبة او تحويله الى سجل سياسي . وبخصوص تجنب قيس سعيد الترحم على الرئيسين الحبيب بورقيبة والباجي قائد السبسي خلال خطابه بمناسبة موكب اداء القسم، كشفت المصادر ذاتها ان قيس سعيد خير تجنب الترحم على الرئيسين بسبب وفاة الرئيس السابق زين العابدين بن علي منذ ايام، وبالتالي خير ان لا يتحول الترحم على الرؤساء السابقين موضوع سجال وانقسام. وكان المنسق العام لائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف قد قال إنّه يدعم ازالة صورة بورقيبة من قصر قرطاج لأنّ بورقيبة ديكتاتور قدّ دلس الانتخابات و قتل التونسيبن “بالكرطوش” واحتفل بعيد ميلاده بأموال الشعب و ترك شعبا جاهلا وفقيرا. ورغم وجود هذه الطلبات فإنّ سعيّد لا يمكنه السير في هذا الطريق خاصّة وأن وضع صورة الرئيس الأوّل لتونس هو اعترافا من الدولة لرموزها وليس تقديسا لهم. ووجد رئيس الجمهورية قيس سعيد نفسه أمام طلبات ودعوات متناقضة بين أنصاره والأحزاب التي ساندته وهو ما يجعله يكون في مأزق لا سيّما وأنّه يتبع قناعاته لا مطالب أنصاره. وفي هذا الشأن، طالبت حركة الشعب بتشكيل “حكومة الرئيس” أي أن يشرف رئيس الجمهورية على وضعها ويعيّن من يترأسها وهو ما يبدو أنّه قد رفضها رئيس الجمهورية خاصة عندما صرّح أن الدستور يقتضي مسارا معيّنا في تشكيل الحكومة. كما كشف رئيس حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي أن رئيس الجمهورية قيس سعيد رفض ما يعرف بحكومة الرئيس التي دعا اليها حزب حركة الشعب. وقال المرايحي “الرئيس سعيد أكد أن الفكرة غير مقبولة وغير عملية ومخالفة للنظام السياسي مشيرا بأنه شخصية جامعة". وتابع المرايحي " قيس سعيد رفض الامر لانه يرفض خرق الدستور وحتى لا يعيد اخطاء الباجي قائد السبسي وما حصل من تجاوزات للدستور في عهده".