أظهر البارومتر السياسي لمؤسسة سيغما كونساي بالتعاون مع صحيفة المغرب في عددها الصادر أمس الأحد أن نسبة التفاؤل ارتفعت لدى التونسية إلى 61.5 بالمائة خلال شهر نوفمبر الجاري مقارنة ب11 بالمائة في مارس الماضي، وفي المقابل صنف البارومتر حركة النهضة ضمن قائمة الأحزاب التي لا تحظى هي وزعيمها راشد الغنوشي بثقة التونسيين، في مفارقة عجيبة بين المؤشّر الأول والمؤشر الثاني، فكيف يشعر التونسيون بالتفاؤل والحال أنهم لا يثقون في الحزب الذي فاز بأكثر الأصوات في البرلمان والذي يتحكم في قيادة وجهة المشهد السياسي ومستقبل البلاد؟ وحسب سبر الآراء جاء رئيس البرلمان راشد الغنوشي كأكثر شخصية سياسية لا تحظى بثقة التونسيين بنسبة 67.1 في المئة، في حين احتللت حركة النهضة المرتبة الأولى بنسبة 49,4 بالمائة في قائمة الأحزاب التي لا تحظى بثقة التونسيين، علما وأن نفس التونسيين الذين سألهم الزرقوني يشعرون بالتفاؤل للمستقبل السياسي للبلاد والحال أن من يقود البلاد هو حركة النهضة، الفائزة في أوسع سبر آراء وهو الانتخابات الأخيرة في أكتوبر الماضي. ويشكك كثيرون في نتائج سبر الآراء التي تتغير نتائجها بحسب تموقع مدير المؤسسة حسن الزرقوني، الذي دخل مبكرا حرب التكهنات وتقييم الأداء الحكومي رغم أن الحكومة لم تبدأ عملها بعد وقبل أولى جلسات البرلمان. ويعيب متابعون للشأن العام في تونس على هذه الشركات نشرها لأرقام تُرفّع بها أسهم هذا وتخفّض بها أسهم ذاك دون الاستناد لمعايير علميّة وضوابط قانونية، ما جعل الكثيبرين يطالبون بتقنين عملية سبر الآراء واخضاعها لنصّ تشريعي ينظّمها ويحدّ من عشوائيّتها. من جهة أخرى، يرى آخرون أن أرقام الزرقوني والتي لا تخضع اغلبها للمصداقية لها نوايا خبيثة من بينها خلق هوّة بين حركة النهضة وبقية القوى الثورية لضرب التحالف الحكومي المرتقب، حيث صنفت شركة “سيغما كونساي” ائتلاف الكرامة والتيار الديمقراطي ضمن خانة الأحزاب التي تحظى بثقة التونسيين، وأظهرت حركة النهضة في المقابل في خانة الأحزاب التي لا تحظى بالثقة، في محاولة لضرب وتشتيت جسم الثورة ودفع الحزب الأول إلى التحالف الاضطراري مع قلب تونس، الذي لا يحظى بدوره بثقة التونسيين، حسب نفس الاستطلاعات. ورغم أن استطلاعات الرأي أظهرت حزبه في مرتبة متقدمة، كذّب القيادي في ائتلاف الكرامة عبد اللطيف العلوي استطلاعات الزرقوني، قائلاً: ” إذا قال لكم الزرڨوني إنّ الذّبابة تبيض، فاكتبوا في ورقة الامتحان إنّها تحبل خمسة أشهر وتلد قصريا وترضع صغيرها حتّى تنبت له الأسنان اللّبنيّة، وتأكّدوا أنّ إجابتكم ستكون صحيحة تماما.. أنجز لنا سبر آراء حول ثقة التّونسين في “سبريّاتك” أنت ولنا حديث بعد ذلك.” وحذّر العلوي من استغلال الزرقوني لهذه الاستطلاعات مستقبلا.