بعد تقدّمه بطلب لرئيس الجمهورية للتمديد بشهر إضافي من أجل استكمال مشاورات تشكيل الحكومة والحال أن المهلة الأولى تنتهي بعد غد الأحد، يستعد رئيس الحكومة المكلّف الحبيب الجملي، غدا السبت 14 ديسمبر، إلى عرض النسخة الجديدة من ميثاقه السياسي بعد تحيينه على الأحزاب التي ستدعم الائتلاف الحكومي القادم. وبحسب ما صرّح به رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، أمس الخميس، فإن الجملي لديه فسحة من الزمن ليطلب تمديد بشهر آخر حسب ما يكفله الدستور، وبهذا التمديد الجديد فإن الجملي يتجه إلى إعادة خلط الأوراق من جديد والبحث عن مخرج لإنجاح مشاوراته وتشكيل حكومة قبل منتصف المدة الإضافية. ووفق تصريحات إعلامية للجملي فإن الوقت ليس مهما بقدر أهمية الوصول إلى حكومة مصلحة وطنية تتكون من كفاءات تتميز بنظافة اليد والنزاهة والقدرة على التسيير، وحكومة تحظى بحزام سياسي واسع. ومن المنتظر أن يعلن الجملي، نهاية الأسبوع الجاري، عن الأحزاب التي ستكون ضمن التشكيلة الحكومية. وفي هذا الإطار، كشف عضو المكتب السياسي والنائب بالبرلمان عن حركة الشعب هيكل المكي أن رئيس الحكومة المكلف أرسل بريدا إلكترونيا لحركة الشعب طلب فيه لقاء يوم غد السبت بسبب إقرار النسخة المحينة من للميثاق السياسي لعرضها على ائتلاف لدعم الحكومة. وأعلن هيكل المكّي أن المكتب التنفيذي للحزب في حالة انعقاد دائم وسيعقد عشية اليوم الجمعة للنظر في الموضوع، إضافة إلى عقد اجتماع للمكتب السياسي نهاية الأسبوع الجاري. بدوره، لم يستبعد النائب عن كتلة تحيا تونس مصطفى بن أحمد أن تدرس مؤسسات حزبه أي معطيات جديدة قد يطرحها رئيس الحكومة المكلّف والتفاعل معها. واعتبر بن أحمد، في تصريحات إعلامية، اليوم الجمعة 13 ديسمبر، أن طلب رئيس الحكومة المكلّف التمديد في مشاورات تشكيل الحكومة يكشف عن غياب منهجية واضحة وأن نفس الطرق تؤدي إلى نفس النتائج، لافتا إلى أن رئيس الحكومة لم يعلم بعد عن تغيير منهجيته. وذكر بن أحمد أن حزب تحيا تونس أعلن عن موقفه من المشاورات وبقائه في صف المعارضة، مشيرا إلى أن أي معطيات جديدة ستتم دراستها في مؤسسات الحزب وأنه في حال طرح رئيس الحكومة المكلف معطيات جديدة سيتم النظر فيها والتفاعل معها. من جانبه، قال رئيس كتلة الإصلاح الوطني بمجلس النواب حسونة الناصفي، إن رئيس الحكومة المكلف أصيب بخيبة أمل تجاه بعض الأحزاب السياسية التي كان يعول عليها، مضيفا أن هناك أطرافا سياسية تهَابّ الحكم وتضع في شروطا تعجيزية الأمر الذي صعبّ مهمة رئيس الحكومة المكلف ولا يخدم مصلحة البلاد. وأعرب الناصفي، خلال حضوره بإذاعة “شمس أف أم”، اليوم الجمعة، عن أمله في أن يجد رئيس الحكومة المكلف أغلبية مريحة لتشكيل حكومته أو سيتم الذهاب دستوريا لفرضية حكومة الرئيس واختيار رئيس الجمهورية لشخصية تكون الأقدر على تشكيل الحكومة ، مشيرا إلى أن بعض الأطراف تدفع نحو تشكيل حكومة الرئيس. وأكّد الناصفي أن بعض الأشخاص تتمنى أن لا تتشكل الحكومة ويقع حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة. آمنة السالمي