أعلن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بدء ما قال إنها “عملية حاسمة” للتقدم نحو العاصمة الليبية طرابلس، في حين توعدت قوات حكومة الوفاق بإفشال أي هجوم جديد على العاصمة، وقللت من شأن تهديدات حفتر. وأعلن حفتر -في كلمة متلفزة ساعة الصفر لاقتحام العاصمة، وقال “دقت ساعة الصفر، ساعة الاقتحام الواسع الكاسح التي ينتظرها كل ليبي حر شريف، ويترقبها أهلنا في طرابلس منذ أن غزاها الإرهابيون واستوطنوا فيها بقوة السلاح”. وتأتي حملة حفتر بعد ظهور في ظلّ 3 معطيات جديدة وهي الاتفاق التي عقدته حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا مع أنقرة إضافة إلى استعداد كل الاطراف لمؤتمر برلين والذي سيعقد في القريب بمشاركة الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا وتركيا ومصر والإمارات، وإيطاليا. وأما المعطى الثالث فهو الدخول الروسي على الميدان حيث يرجّح ملاحظون وحتى مسؤولين أن يكون هذا العامل هو الأساسي في الهجوم الذي يشنّه حفتر على العاصمة. وأثارت تصريحات للمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، لصحيفة إيطالية، نشرت السبت، لغطا بشأن حقيقة الوضع جنوبي طرابلس، ومدى قدرة قوات الوفاق على الصمود أمام قوات حفتر، المدعومة بالمرتزقة الروس، خصوصا بعد سيطرتهم على معسكر اليرموك بعد معارك كر وفر. وقال سلامة، “في الأيام العشرة الأخيرة، انتقلت الحرب إلى الدائرة الحضرية في العاصمة ولا أستبعد مأزقا جديدا أو تقدما ساحقا”. وكان وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي محمد طاهر سيالة قد قال إنه “مع تدخل روسيا الأخير في ليبيا من المحتمل أن يتمكن اللواء المتقاعد خليفة حفتر من الدخول إلى طرابلس”، من جهته حذّر المبعوث الأممي لليبيا من الأمر من وقوع “حمام دم”. وأضاف سيالة أن التصعيد الجاري في ليبيا هو بسبب دعم المرتزقة الروس لخليفة حفتر في قصف طرابلس بشتى الوسائل، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين ومغادرة الآلاف من المهاجرين إلى السواحل الأوروبية. وتابع سيالة “أنا أعيش في طرابلس ويعتقد الكثيرون أنه لا توجد إمكانية للسيطرة عليها، لكن الفوضى من الممكن أن تزيد من سوء الأحوال في المدينة، ولذلك فإن عامة الناس بالمدينة يتساءلون الآن: لماذا لا يقوم المجتمع الدولي الذي عمل على حماية المدنيين في عام 2011 بالشيء نفسه الآن؟”. وبيّن سيالة أنه لا يمكن التعويل على ما يعلنه الروس بشأن دعمهم لمبادرات الأممالمتحدة، لأن المشكلة تكمن في المراوغة الروسية، فموسكو تعلن عن شيء وتقوم بأمر آخر مختلف تماما. وقال “أعتقد أن لليبيا أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا، فهم يريدون وضع أقدامهم على أراضينا، وربما يعملون على إستراتيجية لا يمكن تفعيلها الآن ولهذا فإن تكتيكاتهم ترى في الوقت الحالي استخدام المرتزقة فقط”.