اعتبر القيادي في حركة النهضة رفيق عبد السلام أن التوفيق بين مطالب التيار الديمقراطي وبين توجه رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي “معادلة صعبة”، داعيا من وصفهم بأصدقاء النهضة في التيار إلى “التحلي بالمرونة وتغليب الاعتبارات الوطنية على اعتبارات التموقع”. وأوضح رفيق عبد السلام لدى حضوره اليوم في برنامح “كلام في السياسة” على الإذاعة الوطنية أن “النهضة مستعدة لتقديم التنازلات لحزب سياسي تونسي وليس لعدو”، مستدركا بالقول “التنازلات موجودة لكن في حدود ما تقتضي التوازنات السياسية .. لسنا الطرف الوحيد في الحكومة.. هي معادلة ليست بالسهلة لأن التنازل قد لا يرضي بقية الأطراف المشاركة في الحكومة”. وأضاف”جددنا الدعوة للتيار ومازالت قائمة لكن يبدو ان هناك شروطا مجحفة للحزب بتمسكه بثلاث وزارات منها اثنتان سياديتان.. بينما يتوجه الجملي نحو تحييد وزارات السيادة..” وأشار رفيق عبد السلام إلى أن تشبث أمين عام التيار الديمقراطي محمد عبو (في آخر تصريح له) بمطالب الحزب يدخل في منطق “التصلب السياسي”، لافتا إلى أن المكتب التنفيذي للنهضة سيقدر في اجتماعه اليوم العروض السياسية ويقرر الحسم في الأمر”، ملمحا إلى إمكانية لقاء راشد الغنوشي عبو في هذا الإطار قبل نهاية الأسبوع الجاري. يذكر أن الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي محمد عبو شدّد أمس وخلال إشرافه على ندوة نظمتها التنسيقية المحلية للتيار الديمقراطي بمنوبة المدينة، على أن حزبه مازال متمسكا بوزارات العدل والداخلية والإصلاح الإداري والوظيفة العمومية، نظرا لأهمية دورها في الإصلاح ومقاومة الفساد في الإدارة التونسية. كما أشار في السياق ذاته إلى أن المشكل ليس في الحصول على حقيبة وزارية بعينها، بل إن التيار الديمقراطي حريص على إنهاء حالة التسيّب وعلى تحمّل المسؤولية في فرض القوانين وحماية استقلال القضاء وتنفيذ قراراته وإدخال جملة من الإصلاحات التي تجعل من القضاء سلطة حقيقية، مشيرا إلى عدم ثقة حزبه في بقيّة الأطراف، خاصة أنها خاضت تجربة الحكم ولم تتمكّن من تغيير الوضع، حسب رأيه.