أعرب أستاذ القانون الدستوري والوسيط في تشكيل الحكومة جوهر بن مبارك عن تفاجئه من قرار أحزاب التيار الديمقراطي وتحيا تونس وحركة الشعب الانسحاب من مشاورات تشكيل الحكومة والاصطفاف في المعارضة “لأن الأمور كانت تسير في اتجاه انفراج الأزمة وإمكانية تشكيل الحكومة أصبحت كبيرة على اعتبار أنها تتناغم مع نتائج انتخابات 2019 ومع الخط السياسي الذي منحه الشعب ثقته في الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية”. وبيّن بن مبارك في تصريح إذاعي أن الشعب صوت ضد الفساد وتم السعي لتكوين حكومة قوية تتناغم مع الإرادة الشعبية، مرجّحا أن أي صيغة أخرى ستكون ضعيفة لأنها ستتصادم مع رئيس الجمهورية وتوجهاته وستكون ضعيفة برلمانيا وشعبيا. وأشار جوهر بن مبارك الى أن هدفه هو والحبيب بوعجيلة من القيام بالمبادرة وبشكل ودّي، هو استئناف الحوار لإيجاد أرضية جديدة لبناء تحالف حكومي، كما أكّد أنّ اتهامه والحبيب بوعجيلة بالتدخل للحصول على مناصب وزارية لا أساس له من الصحة، مشيرا إلى أنه قبل لعبه دور الوساطة كان قد التقى رئيس الحكومة المفوّض الحبيب الجملي وعرض عليه بشكل رسمي منصب مستشار وزير معتمد لدى رئيس الحكومة مكلف بملف الحوض المنجمي لكنه رفض ذلك وتعهد بالمساعدة في الملف دون تكليف، كما شدد على أنه أعلم جميع الأطراف المشاركة في تشكيل الحكومة بانه لن يكون في الحكومة وانه ليس لديه اي مصلحة خاصة وتخلى على منصب وزاري من اجل اطلاق المبادرة. وقال جوهر بن مبارك: “هناك ماكينة خفية في تونس تحت الارض تصنع السياسيات وتحتكرها لوبيات وعائلات نافذة وجهات لها نفوذ مالي واعلامي وتعتقد أنها الوحيدة التي تصنع القرارات وفوجئوا بأن اثنين من ابناء الشعب دون ماكينات ولا لوبيات ولا امتداد إعلامي ولا تهديد ولا ابتزاز يصنعون السياسات”.