يدفع تراجع أحزاب التيار الديمقراطي وحركة الشعب وحركة تحيا تونس عن المشاركة في الحكومة الجديدة، واختيارها الاصطفاف في موقع المعارضة، حركة النهضة المعنية بالمشاورات الحكومية إلى بحث توافق مع حزب قلب تونس. ولئن جاهرت النهضة برفضها التحالف مع قلب تونس بسبب شبهات الفساد، فقد دفعها انسداد المشاورات مع بقية الأحزاب، خاصة المحسوبة على الثورة، إلى التفكير في خطّة بديلة الأمر الذي يمهد لدخولها في تحالفات مع قوى سياسية أخرى بينها قلب تونس والإصلاح الوطني وكتلة المستقبل . وقد دعا حزب قلب تونس ورئيسه نبيل القروي كل الأطراف السياسية والمنظمات الوطنية وكل الفاعلين السياسيين إلى تغليب المصلحة الوطنية وتحمل المسؤولية الكاملة تجاه الوطن والشعب، بعيدا عن منطق المزايدات والمناورات. وشدد البيان الذي نشره الحزب أمس الأحد على خطورة ما أقدمت عليه بعض الأطراف التونسية من مناورات لتعطيل مسار تشكيل الحكومة، مما زاد في تأزيم الأوضاع وتدني منسوب ثقة المواطنين ودرجة تفاؤلهم. وأكد نبيل القروي، رئيس الحزب، التزامه وحزبه بحماية مكتسبات الدّولة الوطنيّة والمحافظة على استقرار الإدارة وإطاراتها ويرى مراقبون انه بعد انسحاب التيار وحركة الشعب وتحيا تونس من مشاورات تشكيل الحكومة أُعيد خلط الأوراق، وستشكل الحكومة ب”السيناريو ب” أو ما يسمى بالبديل والذي يضم قلب تونس والإصلاح الوطني وكتلة المستقبل . بدوره، أكد القيادي بحركة النهضة عماد الحمامي خلال ندوة صحفية عقدتها الحركة اليوم الاثنين 23 ديسمبر أن الكثير من الوقت أهدر بسبب مماطلة بعد الأحزاب السياسية التي أضاعت على رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي قرابة أسبوعين من الوقت، ورجّح أن يتم الإعلان عن الحكومة الأسبوع الجاري”. وتابع”اهدرنا ربع المدة والجميع يعرف من تسبب في هذا الإهدار، وسنواصل المشاورات مع القوى السياسية التي لا تريد تضييع الوقت على التونسيين”. ويُفهم من تصريح عماد الحمامي الذي شدّد على أن القرار النهائي بيد رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي، أن حركة النهضة ستقبل بالتوافق مع حزب قلب تونس، الذي اعلن بدوره استعداده للمشاركة في الحكومة. وكشف رئيس الحكومة المكلف، الجبيب الجملي، عن إعداده سيناريوهات بديلة حول تشكيل الحكومة، قال إنه سيعلن عنها هذا الأسبوع.