أعلن رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي مساء أمس الإثنين أنه سيُكون حكومة كفاءات وطنية مستقلة عن كل الأحزاب، خلال الندوة الصحفية التي يعقدها حاليا في دار الضيافة بقرطاج. وكشف الجملي أنه سيختار وزراء حكومته وفقا لمقياس النزاهة والكفاءة والخبرة مشددا على أنّه لن يتوانى عن إقالة أي وزير لم يكن قادرا على أداء مهمته كما يجب. وقدم الجملي ملخصا لمسار المشاورات والتعطيلات التي مارستها أحزاب التيار والشعب وتحيا تونس، مشددا على أن الحكومة التي سيشكلها لن تكون متحزبة وبعيدة كل البعد عن كل الأحزاب، وفق تعبيره. وفي الوقت الذي كان فيه الجملي يستعد لندوته الصحفية التي أعلن عنها بشكل عاجل بعد مغادرته لدار الضيافة بقرطاج، اجتمع رئيس الجمهورية قيس سعيد بقصر قرطاج بكل من رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي وأمين عام حزب التيار الديمقراطي محمد عبو وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي ورئيس حزب تحيا تونس يوسف الشاهد، للتباحث حول مسار تشكيل الحكومة الجديدة. وشدد رئيس الدولة على ضرورة الاعتماد على مقاربة وطنية لمعالجة الوضع الذي تعيشه تونس اليوم. وتم التركيز خلال اللقاء على أن انتظارات التونسيين والتونسيات هي اقتصادية واجتماعية بالأساس. كما ذكّر رئيس الجمهورية بأن له دورا جامعا، داعيا مختلف القوى السياسية إلى الاجتماع على كلمة سواء للإسراع بتشكيل الحكومة معربا عن يقينه بأن الأمل يظل قائما في القدرة على تجاوز هذا الظرف الذي تعيشه تونس. ولكن يبدو أن الوقت قاد فات وأنّ مبادرته للمّ الشمل قد كانت في الوضع الخطأ بما انّ امر تشكيل حكومة يشارك فيها الرباعي المذكور سلفا قد أجهضت وتم التخلّي عن المخطط الاوّل لرئيس الحكومة المكلّف الحبيب الجملي والذي مرّ للمخطط الثاني والذي أعلن عنه في ندوة صحفية. وكان الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي قال إنّ رئيس الجمهورية قيس سعيّد كان حريصا خلال اجتماع الأمس على عودة الحوار بين الأحزاب الأربعة، لكن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أعلمه بأنّ الوقت انتهى بخصوص المشاورات بشأن تشكيل الحكومة، ولم يعد هناك أي إمكانية للعودة إلى الحوار بخصوص هذا الشأن، حسب قوله. وكانت حركة النهضة قد أكدت في نقطة إعلامية عقدتها منتصف نهار أمس أنّ التفاوض مع حزبي التيار وحركة الشعب قد أغلق نهائيا، وأنّها تقترح تكوين حكومة كفاءات وطنية مفتوحة.Masquer ou signaler ceci